في هذا الظرف الدقيق، وأمام الهجمات والأعمال العدوانية التي تعرضت لها الإمارات والمملكة العربية السعودية من جانب الميليشيات الحوثية الإرهابية، لا مكان للمواقف الرمادية والتلاعب بالكلمات والعبارات، وفي مثل هذه المواقف تنكشف النوايا وتسقط الأقنعة.
تابعنا تلك المجاميع من الدهماء والغوغاء الذين خرجوا في القطاع المبتلى بهم، يهتفون مؤيدين الحوثي وهجماته الإرهابية، ليدينوا أنفسهم قبل أي جهة أخرى، بأن اليد التي تحركهم كدمى هي واحدة، وهم يتسترون بشعارات الإسلام البعيدون عنه كل البعد، ولكنه الواقع عندما يُغيّب الانتماء للجماعة المأفونة أي انتماء آخر، ويكشف السقوط المدوي للمتاجرين بقضايا أوطانهم ومعاناة شعوبهم. 
موقف يتجدد ويتجدد معه إدراك حجم غلهم وحقدهم على الإمارات والسعودية وغيرهما من دول منطقتنا الخليجية، شاهدنا قبل ذلك كيف كانوا يوزعون الحلوى ويتبادلون التهاني عندما كانت الرياض تُقصف بالصواريخ، ويدعون للمزيد. إنهم من الطينة والعجينة ذاتهما، الذين غمر الحقد قلوبهم وينز الغل من صدورهم، وهم يحصدون الفشل والإحباط واليأس الذي تسبب فيه ارتهانهم لمرشد الضلالة والتضليل ودليلهم إلى مستنقع البؤس الذي يرزحون فيه.
يتمنون لنا الموت، ونتمنى لهم الحياة ببرامج لا تُعد أو تحصى وبقوافل المساعدات الأخوية الإنسانية والمشاريع التنموية التي ما انقطعت يوماً من أجل بث الحياة في تلك المناطق البائسة التي ذاقت الويلات بسبب تقاتلهم المتواصل فيما بينهم. 
يتمنون لنا الموت، دون أن يدركوا شرف أن يموت الإنسان شهيداً وهو يدافع عن وطنه، وبين أن يموت ذليلاً وهو تابع كالإمعة لمعمم أعماه تعصبه المذهبي والطائفي عن الحق، يتمنون لنا الموت لأنهم لا يرون غير التخبط والتيه ونشر الخراب والدماء والدمار.
ناكرو المعروف يظهرون في كل مكان ويتخذون أشكالاً مختلفة ومتلونة حسب المناسبة والتعليمات التي تصدر لهم، ولكن الذين ظهروا في بيروت وغزة وغيرهما من أوكار ترديد شعارات الموت، فاقوا كل تصور وتوقع.
أبوظبي ومن قبلها الرياض أرادتا لكم الحياة، واخترتم أن تكونوا في المستنقع ذاته وحكمتم على أتباعكم بالموت أحياء. قريباً ستمتد يد أبطال قواتنا المسلحة وصناديد «التحالف» لتقتلع رأس الأفعى في جحور وكهوف صعدة لتقضي على رأس الفتنة، وتواصل بلداننا انتصاراتها ومسيرة ازدهارها، بينما يمضي الرعاع محترفو شعارات الموت في رحلة التيه بمستنقعات الخيبة والإفلاس. وقديماً قالت العرب: «ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ يلاقي الذي لاقَى مجيرُ أمِّ عامرٍ».