أفراد وجماعات، وتنظيمات، ودول، منشغلة بتدمير الجمال، لأنها تشعر بالضعف أمام ما ينجزه الآخر من مكتسبات إنسانية، ووطنية، مما يجعلها تمارس دور الهدم، والعبثية والعدمية، لتقنع نفسها أنها ليست أقل من الآخرين.
هذا هو ما يحدث اليوم في ضمير تلك الكتل المتضامنة المحتشدة، والمتكالبة، والمجتمعة على كلمة هي وحدها التي تعبر عن مدى العدوانية، والبغض لكل ما هو جميل على أرض البسيطة.
لا يستطيع أحد أن يقنعنا بأن الدور التخريبي الذي تقوم به جماعة الحوثي بأنه وازع ذاتي، ومن دون الاتكاء على أطراف إقليمية لها المصلحة في تمزيق القماشة العربية، وتحويلها إلى مزق وفرق، وطرق، وأنساق مهترئة.
الواقع يقول بأن الحوثي تجرأ، وامتدت ذراعه إلى حيث تكمن شجرة السلام، والانسجام، والوئام، وحيث يعم الاستقرار السياسي، والاقتصادي والاجتماعي، لأن هناك من يقف وراء هذه الفرقة الضالة، ويدعوها، ويعزز عدوانيتها، ويقوي شوكتها، ويعصر كبدها حقداً، ونكداً على كل ما هو عربي، لأن ما بين هذا الوسواس الخناس، والعروبة إرث تاريخي بغيض، ولأن هذه الجرثومة تختفي تحت جلد شعارات، ومسميات، ومصطلحات، وعواطف، وأوهام، وخداع بصرية، يجعل المتوهمين أنها المعين، والمعاون على تشديد القبضة على «حقوق» مصطنعة، الأمر الذي يجعلنا على ثقة بأن من يتبع الشيطان لا بد وأن يقع في حفرة الخذلان، ولا بد وأن ينال نصيبه من الهزائم المنكرة، وما تدافع فلول الحوثي نحو الاعتداء على المواقع المدنية في الإمارات والسعودية، إنما هو هروب المهزوم إلى الأمام بغية الانتحار، كما تفعل الخنفساء عندما تشعر بالنهاية، فإنها تولي ظهرها للحقيقة الدامغة، وتنتهي إلى لا شيء.
اليوم ونتمنى من البعض والذين في نفوسهم مرض، وفي قلوبهم غرض، بأن يستفيدوا من تجارب التاريخ وليس أدل على ذلك مأساة الفهرر، أيدأدولف هتلر الذي بغى وطغى، وتكبر واعتقد بأن أسلحته الفتاكة سوف تهزم العالم، وسوف يستولي على أوروبا ومعها الاتحاد السوفييتي آنذاك، وما إن دقت ساعة الحرب، لم يجد هذا الفهرر من مكمن نجاة سوى رصاصة الطلقة الأخيرة لنهاية رجل وهمي عاش الوهم، وانتهى إلى وهم.
إذاً فكل الذين يقفون خلف الحوثي سوف تنتهي أطماعهم كما هي نهاية هتلر.