بعد نهاية مباراتنا الرابعة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 أمام المنتخب الإيراني بنتيجة صفر واحد وبرصيد 3 نقاط من أصل 12 وضعتنا في المركز الرابع بعد إيران وكوريا الجنوبية ولبنان، ارتفعت حالة الغليان في الشارع الرياضي بين مطالب بإنهاء عقد المدرب واستقالة لجنة المنتخبات وطالب بعضهم باستقالة مجلس إدارة الاتحاد، حرقة على احتمالية فقدان الأمل في التأهل وطالت الاتهامات اللاعبين والإعلام الرياضي وكل المنظومة الرياضية على اعتبار أن الجميع يتحمل مسؤولية تردي النتائج وليس الإخفاق الكلي لأن الأمل ما زال موجوداً وهناك 18 نقطة ما زالت في أيدي رجال المنتخب إذا ما عقدوا العزم وجددوا العهد في مواصلة المشوار نحو تحقيق الحلم المنتظر.
أكثر المتفائلين كانوا ينتظرون تغيير الجهاز الفني لبث روح الإيجابية بعد سلبية المدرب في التغيير وإرجائه للدقائق الأخيرة رغم صناعة الفارق في المباريات الأربع السابقة، إلا أن مجلس إدارة الاتحاد ومعه المتفائلين ساروا في اتجاه بأن تغيير المدرب لن يكون في صالح المنتخب في مشواره نحو التأهل، ولن يضمن له ذلك مهما كان التغيير.
نحن مع الجماهير في حرقتها بنزف النقاط وضياع الفرص من مباراة إلى أخرى كانت معظمها في المتناول، رغم أن منطق كرة القدم لا يعترف بكل الاحتمالات التي نتأملها فقد تؤدي مباراة في قمة العطاء إلى خسارة وتكون عكس ذلك، وتكسب الرهان في نهاية المطاف وكم من مدرب نال العلامة الكاملة بتضحيات لاعبيه، وكم من منتخب تأهل لبعض النهائيات ولم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين، وهذا حال كرة القدم في الكثير من البطولات العالمية والمسابقات المحلية.
بعد أن هدأت العاصفة وتمعن الاتحاد في دراسة التقارير الفنية ودرس كل أبعاد الأزمة التي نعيشها رأى استمرار المدرب في مهمته بعد دراسة السلبيات التي رافقت المباريات الأربع الماضية، والتي كان من المفترض أن تكون نهاياتها أفضل مما نحن عليه إلا أن المصلحة العامة تطلبت الاستقرار طالما هناك بصيص من الأمل وعدم وجود من يتحمل مسؤولية الصعود في المرحلة القادمة لضيق الوقت أمام تعهد اللاعبين ومدربهم ببذل المزيد من الجهد لمواصلة المشوار وتحقيق الحلم والأمل الذي ما زال باقياً إذا ما تداركوا سلبيات المباريات الماضية، وبتركيز كل الخطوط لتفادي الأخطاء التي حدثت واستغلال كل الفرص السانحة فدائماً نتمنى أن يكون القادم أفضل والتجديد صائباً.