قادت الإمارات تعافي قطاع السفر والسياحة الذي تأثر كثيراً جراء جائحة «كورونا»، ونحن نرى استئناف ناقلاتنا الوطنية نشاطها وتغطية معظم محطات شبكاتها الإقليمية والدولية، والحركة النشطة جداً لمطاراتنا في استقبال عشرات الآلاف من المسافرين، مع فتح أبوابها وأبواب الغالبية العظمى من بلدان العالم.
السفر متعة وبهجة رغم قيود وتعقيدات الإجراءات الصحية الجديدة في ظل التدابير الاحترازية، وأحيي هواة السفر والسياحة الذين حرصوا على استكشاف مناطق ووجهات سياحية أخرى بعيداً عن المقاصد التقليدية، وفي مقدمتها مدينة لندن التي أكد الجدال الذي احتدم مؤخراً بشأنها وجود فئة من السياح الخليجيين يعانون مما يمكن اعتباره «متلازمة لندن» أو«لندن مانيا»، حيث لا يعتبر الفرد منهم أنه سافر إذا لم يزرها سنوياً، ويمارس الطقوس المعروفة ذاتها «التسكع والتبضع من محالها، وبالذات في أكسفورد تريت وادوجار رود»، وفئة منهم تداوم بالساعات في مقاهي الشيشة هناك، وأخرى تدمن استعراض السيارات رغم ما ينهال عليهم ويأتيهم من أفواه «بعض الحاقدين المقيمين هناك» وشكاوى من الشرطة!
مع «كورونا»، تفاقمت الحالة لديهم، إثر الاشتراطات التي وضعتها السلطات الصحية البريطانية للقادمين من الدولة وغيرها من الدول الخليجية الشقيقة، وفي مقدمتها الفحص الإجباري عند الوصول وقيمته 136 جنيهاً استرلينياً (680 درهماً) للشخص الواحد، طبعاً العائلات الخليجية المسافرة لا يقل الفوج فيها عن عشرة، ويزيد غالباً مع ضم العاملات المنزليات والمربيات.
تلك الاشتراطات لا تعني سوى أنها نوع من التجارة حد الابتزاز، ومكابرة من سلطات عاجزة، ترفض الاعتراف بالفحوص التي تتم للمسافرين في الإمارات التي أثبتت أجهزتها ومؤسساتها الصحية تفوقاً واضحاً ونجاحاً كبيراً في التعامل مع «الجائحة»، والدليل أمامنا يتحدث عن نفسه، حيث نجحت دوائرنا الصحية في خفض معدل الإصابات بصورة كبيرة مع صدارة عالمية موثقة في إجراء الفحوص، وكذلك تقديم اللقاحات، حيث ناهزت الواحد والعشرين مليون جرعة بمعدل توزيع بلغ 208.06 جرعات لكل 100 شخص، معدل لم تحققه تلك السلطات التي تفرض إجراءاتها التجارية «غير الصحية» عند السفر لبلادها.
السائح الإماراتي والخليجي إجمالاً مرحّب به في كل مكان، لأنه الأكثر إنفاقاً، ويقضي أطول الفترات في كل زيارة لهذه المنطقة أو تلك؛ لذلك تحرص كل الوجهات السياحية العالمية على إرضائه. للأسف، المصابون بمتلازمة «لندن مانيا» لا يريدون إدراك الحقيقة، داعين الله لهم بالشفاء لاستكشاف جمال العالم بعيداً عن ضباب «مربط خيلنا» سابقاً.