كانت صرخة في ضمير الوطن، كانت موجة تنبثق من وجدان قائد وعد شعبه بأن نكون الأجدر بالمكانة العالية، وأن نكون في المنطقة الخضراء المعشوشبة بعافية الروح والجسد.
هكذا قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بثقة والابتسامة الشفيفة ترتسم على محياه، والعالم يسمع ويتابع، ويراقب، ويشاهد، ما يقوله هذا القائد الذي علّم شعبه الانتماء إلى الصبر متبوعاً بقوة الإرادة، وصرامة الوعي بأننا بالتلاحم نستطيع أن نهزم العواقب، وأن ندحر المضرات، وندخل في جداول المسرات ونحن في أتم الصحة، ونحن في ذروة الفرح، ونحن في أقصى حالات الإبداع.
نعم واجهنا المصاعب خلال الجائحة، ولكن هذه المصاعب كانت طريقنا إلى الظفر بالنجاح، وهي الجدول الذي سقينا من عذبه مشاعرنا، وهي الطائرة التي حلقت بنا عالياً لنرى العالم كما هو وليس كما تتخيله العقول المريضة، لذلك لم تتوقف الإمارات عند حدود محاربة الوباء في الداخل، بل سعت بدأب وجهد وكد لأن تقف مع كل شعوب العالم، فسافرت قوافلنا متجهة نحو البقاع الأقرب، والأبعد، سخية بما لديها من وسائل إنقاذ، متيقنة بأن صحة الشعوب لا تحددها تضاريس، ولا ترسمها حدود، إنها الصحة التي تجمع العالم على خير، وتقوده إلى المزيد من التقدم والتطور، فالحضارات مثل الأنهار لا يمكن التمييز بين تدفقاتها، كذلك رقي العالم، فإنه مترابط كما هي أعضاء الجسد الواحد، فما أن يشتكي عضو، فلابد من تداعي سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى، فالإنسان هو الإنسان في كل بقعة ومكان، وهذا ما تؤمن به دولة الإمارات، وهذا ما تنتهجه القيادة، وهذا ما نعمت به بلادنا من مبادئ، وقيم وهي تضفر جدائل الحب والرحمة معاً، ليصبح العالم أكثر جمالاً، وأكثر اكتمالاً، وأكثر بياضاً، ينعم بعلاقة وشيجة، كما هي العلاقة بين السماء والأرض، كما هي العلاقة بين الكواكب والنجوم وهي تدور في فضاءاتها، كأنها الطيور تجدف في أنهار الكون.
هذه هي سمة القيادة، وهذه هي روعة تواصلها مع بني البشر، وهذه هي تطلعاتها السامية، وهي تمد الأيدي للاتجاهات الأربعة، آمنة مطمئنة، على مستقبل العالم طالما هناك قلوب ملأى بالدفء، وطالما هناك رجال يفكرون من أجل سلام العالم، وسعادة الشعوب قاطبة.