هي مباراة الأبيض الليلة أمام منتخب العراق، وبالطبع عند خوض تصفيات كأس العالم تُعد كل مباراة حاسمة، ومهمة، ولها تأثيرها على سباق التأهل، وربما توقف الكثير من عشاق الأبيض عند الخسارة بهدف أمام إيران خاصة أنه هدف جاء من جملة أخطاء مركبة، لا يجب أن يقع فيها فريق يعد من المنتخبات المصنفة في آسيا، لكنني توقفت عند أداء الأبيض بصفة عامة في مباراته الحاسمة السابقة، حيث تراجع الفريق أمام امتلاك منتخب إيران للكرة، وسمح بهذا الامتلاك دون ضغط، لعله الحرص على عدم استنزاف الطاقة مبكراً. 
وعلى الرغم من أن الفريق الإيراني جمع 9 نقاط كعلامة كاملة من مبارياته الثلاث إلا أنه ليس بقوة ما جمعه من نقاط، وتلك حقيقة سوف تستخلصها بمراجعة مباراته أمام منتخب الإمارات، فلا تجعل رصيد نقاط أي فريق وحدها معياراً لتقدير قوته ومستواه والمبالغة فيما يملكه من مهارات وأدوات..!
في كرة القدم تفاصيل صغيرة جداً، يجب أن نراها حتى نتعلم منها، فالهدف الذي سجله مهدي طارمي في الدقيقة 71 بدأ مبكراً في منتصف ملعب منتخب إيران، عندما بدأت هجمة روتينية، بطيئة، دون أن يقابل أي لاعب من الأبيض اللاعب الإيراني لعله الجناح الأيسر، ثم بعد ثلاث تمريرات عشوائية، وبخطأ دفاعي رباع، غير مبرر، ثم بخطأ أخر من على خصيف، الذي غادر مرماه في توقيت غير سليم، سجل منتخب إيران هدفا لا يجب أن يهز شباك الأبيض.
إن علي خصيف من أفضل حراس القارة، وهو الحارس المتألق دائماً وقد تصدى لركلة جزاء إيرانية سددها سردار أزمون، لكن الإشارة إلى هدف منتخب إيران الوحيد يوضح كيف أن الأخطاء الصغيرة والمركبة يمكن أن تسلب فريقاً نقاطاً لا يستحق أن يخسرها، وصحيح أن الأبيض مني بخسارته الأول، لكنه كان خسر أيضاً نقطتين بتعادله مع لبنان على أرضه، وأظن أنها كانت من النقاط المحسوبة في الرصيد، باعتبارها مباراة على الأرض بمساندة الجمهور.
الليلة مازالت الفرصة متاحة أمام الأبيض، باللعب على الملحق الآسيوي، والمركز الثالث في المجموعة، حيث يتفوق على منتخبي العراق ولبنان بفرق أهداف إجمالي (-1)، وبأهداف إجمالي (1) على لبنان (-1) و(صفر) وعلى العراق (-3) و(صفر). وأيضاً لا يجب الارتكان على تلك الحسابات، بما يرسم أسلوب وشكل أداء يقود الأبيض إلى حذر مبالغ فيه، فاللعب على التأهل لكأس العالم وعلى أرضك، ووسط جمهورك يجب أن يمدك بشجاعة المغامرة والمبادرة والسيطرة، والإقدام، و.. التسجيل.