مع كل التقدير لدور البلديات والجهات الصحية والاقتصادية لضمان سلامة ما يصل لبطوننا من غذاء متاح في منافذ البيع المختلفة، لجهة الصلاحية والمكونات وظروف العرض والتخزين، إلا أن هذه الجهود لا تولي ذات الاهتمام بمسائل احترام الذوق العام والذائقة الجمالية، وتعتقد أنه خارج صلاحياتها أو مسؤولياتها بينما تعد تفاصيل ضمن أطر الاعتناء بالإنسان وصحته البدنية والنفسية وسلامته.
في بعض مطاعم الوجبات السريعة ومحال العصائر «الشعبية» منها والتي تدار من قبل عمالة آسيوية، تقرأ في قوائم الطعام أسماء لوجبات وعصائر تفتقر للذوق واحترام اللغة بل وتخدش الحياء.
كتبت ذات مرة عن ذلك الفندق الكبير الذي ترجم عصير فاكهة استوائية معروفة في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا بأنه «عصير الرغبة»!!.
في تلك المحال تسمع أسماء غريبة لوجبات وعصائر تحمل أسماء شخصيات كلاعبين محليين، لا أدري هل تم استئذانهم في استخدام أسمائهم؟، وأحياناً يستخدمون اسماً شائعاً مثل «عبود»، وبعضهم أسماء تغمز من «بنات الفريج» أو الإمارة أول قوة المفعول مثل «عوار قلب» وأخرى تحمل إيحاءات عنصرية وربما جنسية وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وتبرر بأنه يتم إطلاقها ضمن سباق محموم لاستقطاب أكبر شريحة من الزبائن وجلهم من الفئات العمرية الشابة التي تقبل على هذه المأكولات السريعة والعصائر غير الصحية لما تتضمنه من مكونات تعد أسرع طرق الوصول للبدانة والسمنة.
ما ليس مقبولاً أن يصل سباق التسميات إلى أنواع من المخدرات، في ترويج مبطن لهذه الآفة المدمرة التي تستنفر الدولة كافة أجهزتها للتصدي لها والقضاء عليها، فمثل هذه التسميات وإن كان ظاهرها البراءة وغايتها الترويج اللافت، إلا أنها ومع وجود رفاق السوء تفتح أبواباً لطرق ومسالك ودروب أخرى، خاصة مع مراهقين وأغرار ووجود وقت فراغ طويل وقدرات مالية.
وإذا كانت منافذ بيع الوجبات السريعة والعصائر التي تتبع سلاسل عالمية قد انصاعت للضغوط الحكومية في بلدانها والجمعيات الصحية، بضرورة خفض السعرات الحرارية في وجباتها ومراقبة مكوناتها والإعلان عنها فإن المنافذ «الشعبية» تعمل بعيداً عن تلك الضغوط وتطلق العنان لنفسها لاستقطاب أكبر شريحة من المستهلكين وهم من الفئة العمرية الشبابية والمراهقة.
 تلك المنافذ لم تسمع بشيء اسمه المؤشر الوطني لمكافحة السمنة، وبالتالي لا تتوقف كثيراً أمام ما نتحدث عنه، ومع عدم متابعة الجهات المختصة لما يجري، نسأل الله أن يحفظ الجميع من «عوار القلب».