الحالة المدارية «شاهين» التي تأثرت بها بعض مناطق الدولة خلال اليومين الماضيين، أظهرت مستوى رفيعاً من الاستعداد للطوارئ من جانب مختلف الجهات المختصة وفي مقدمتها «الطوارئ والأزمات» والبلديات والشرطة والدفاع المدني، تعامل نوعي لافت من صور الاستعدادات المبكرة والخبرات المتراكمة والاستثمار الكبير في تدريب وتأهيل الأفراد وتوفير المعدات والتجهيزات الخاصة بالتعامل مع مثل مستجدات وتطورات الظروف.
كان الجميع في مستوى المسؤولية وحالة الاستنفار للتعامل مع الأحوال الطارئة والرياح الشديدة والأمطار الغزيرة المصاحبة.
 مهما كانت الاستعدادات تظل للأعاصير والكوارث الطبيعية كلمتها من حيث التأثيرات والتداعيات التي تترتب عليها، ولكن التعامل الاحترافي معها يخفف من الخسائر التي قد تنجم عنها، وخلال اليومين الماضيين تابعنا التحذيرات التي أطلقتها مختلف الجهات وبالذات «الطوارئ والأزمات» وكذلك البلديات. شاهدنا رجال الشرطة ودورياتهم المنتشرة وعمال البلديات وبالذات في مدن الساحل الشرقي للدولة، وكذلك في مدينة العين يقومون بواجبهم. حرصت الدوريات على توجيه حركة السير ونصح الجمهور للبقاء في البيوت والابتعاد عن مجاري السيول والوديان، وذلك لحماية الناس، وبالذات أولئك الذين يصرون على تعريض حياتهم والآخرين للخطر.
كان هناك عتب على «الوطني للأرصاد» وتعرض لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره الجهة الأولى بالإسراع في توضيح ما يجري للجمهور، قبل أن يباشر بتناول الحالة على منصاته التي لم تتوان عن إعلامنا برصد زلزال في جزر فانواتو، وإطلاق التحذيرات عشية تشكل وتعمق «شاهين» ضمن الإحاطة الإعلامية السبت الماضي، وقبل أن يخرج متنبئو المركز في بث مباشر من الساحل الشرقي حول تطور الحالة المدارية. 
ما جرى أتاح لهواة متابعة الطقس في منصات خاصة الانفراد بالساحة وإطلاع الجمهور أولاً بأول على تطورات الحالة رغم المحاذير القانونية، وفتح النقاش حول الأداء الإعلامي للمركز وبياناته اليومية ذات القالب الواحد المقتضب التي تطمئننا بأن «الطقس صحو» ووضع مقارنات مع قراءات وتنبؤات المراكز الأخرى. 
أداء لا يرقى للمستوى الناجح للمركز الذي حقق الريادة والسبق بالمنطقة بتجارب الاستمطار وتلقيح السحب، ونأمل أن تسهم حالة «شاهين» في تغيير حالة وطبيعة انفتاح المركز على الجمهور.
 وأخيراً إذا كان هناك من كلمة فهي الاعتزاز بالتضامن الواسع لأبناء الإمارات مع أشقائهم في سلطنة عُمان وهم يتضرعون للخالق عز وجل أن يلطف بهم خلال الإعصار، ما عبّر عن عمق الروابط التاريخية ووشائج القربى بين الشعبين الشقيقين. حفظ الله الجميع.