نحتاج التفكير في العمق، فاليوم يتخرج الآلاف من بني الوطن، وقد لا تتوفر الوظيفة المناسبة للتخصص المعين، ولكن هذا الخريج بحاجة إلى المال كي يطعم ويسقي نفسه ومن يقع تحت جناحيه من الأهل، إخوة أو أماً أو أباً، وما سوى ذلك، إذاً فالراتب الافتراضي سوف يكون معيناً شافعاً، دافعاً عنه الحاجة والعوز.
خطوة إلى الأمام بالنسبة لشاب في مقتبل العمر وأمامه طريق طويلة كي يسدد فاتورة الجهد والسهر التعليمي، ويسد ثغرة في وطن وظيفته تقويم الأعواد، وإسنادها، ومساعدتها على الارتفاع، كي تطال عنان السماء، كي تعانق النجمة، كي ترشف من ثمرات الغيمة، كي تحقق الضوء من خلال التماهي مع الأقمار.
الإعانات المؤقتة هي سرب من حمامات سلام النفس، هي زغب قطا على جسد الأحلام البهية، هي نزع من فروع الأمل الزاهي في عيون شباب يأملون من بلادهم الخير الكثير، مطمِئِّنين من حدوث المطر في وطن تديره عقول نيرة، وقيادة مبهرة في عطائها، فالإعانات المؤقتة هي الجدول الذاهب إلى قلب النهر، وهي الوادي ذو الزرع والضرع، هي العشب الأخضر على ربوع وطن أحب التألق فتأنق، وتدفق بمعطيات أدهشت، وأبهرت حتى كادت أن تكون سماء تؤمها نجوم العالم من كل قارة، ومحيط.
الإعانة المؤقتة، هي رونق السخاء الذي تميزت به الإمارات دون غيرها من البلدان، وهي السجية الإماراتية التي غطت لحاء الشجر، كما زملت رمل الصحراء، فصارت أغنية أسطورية، خالدة في الزمان والمكان، صارت قيثارة تترنم بحلو الأنغام، وشجي الألحان.
الإعانة المؤقتة، ينبغي أن نضعها في حسبان التاريخ، لأنها تسجل بادرة نادرة الوجود، ولا توجد إلا هنا، في بلد النبلاء، والشعراء الأفذاذ، وفلاسفة التدبير الوطني بكل دهاء، وذكاء، وفطنة، وحنكة، وبياض وجه.
الإعانة المؤقتة هي الدور المنوط بالمشاعر الصافية، بأن تتكئ دوماً على الطاقة الإيجابية، ونبذ السلبية، والسير على أقدام ثابتة، واثقة، راسخة، قوية، صارمة، لا تنثني لريح، ولا تنحني لعاتية، لأن بلد المنجزات، جدير به أن يحمل على أكتافه مسؤولية الانتماء إلى المواطن أولاً، وأولاً ولا ثاني له إلا هو، الإعانات المؤقتة، صورة طبق الأصل لقارب يحمل ركابه إلى حيث يكمن الأمان، وتستقر الحافلة على مرفأ في الضمان المستقبلي محتوم، ومختوم بمهر قيادة وفية، رضية، لا تقبل إلا المركز الأول لأبنائها، ولا تستسيغ إلى النجاح، ولا تعبأ بالفاشلين، والمحبطين، والمثبطين، والقابعين في كهوف الكسل.