والإمارات تبحر مع بداية «الخمسين الثانية» نحو آفاق أرحب وأوسع من الرخاء والازدهار والتنمية المستدامة عبر «مشاريع الخمسين» لمصلحة الإنسان في «بلاد زايد الخير»، يُرسي فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نقلة نوعية هائلة في مجال إسكان المواطنين بالإمارة باعتماده ميزانية بقيمة 65 مليار درهم لمشاريع القطاع للعشرين عاماً المقبلة، ومضاعفة أعداد المستفيدين من برنامج الإسكان أربعة أضعاف، وبصورة فورية مع تخصيص أراض جديدة تكفي لإسكان المواطنين لذات الفترة.
واكب القرار السامي اعتماد سياسة إسكانية متكاملة بإشراف سموه شخصياً، مؤكداً أن «السكن الكريم كرامة وحق للجميع» وأن المواطن «أولاً وثانياً وثالثاً..والحياة الكريمة لأبناء الوطن هي الأولوية الأولى لعمل الحكومة».
أولت قيادتنا الرشيدة برامج ومشاريع إسكان المواطنين اهتماماً خاصاً على خطى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، حيث كانا يخصصان جلّ وقتهما في متابعة وتفقد مساكن المواطنين وتلبية احتياجاتهم، أولاً بأول من مرحلة التخطيط على الورق، ومروراً بمتابعة الأعمال الإنشائية ولحين انتقال العائلات إليها إدراكاً لأهمية تحقيق الاستقرار الأسري، ودوره في بناء المواطن المنتج والأسرة.
على امتداد العقود الماضية شهدت مشاريع الإسكان توسعات هائلة بعشرات المليارات من الدراهم تعبر عنها الأعداد الضخمة من البيوت الموزعة على كامل مناطق وإمارات الدولة وكذلك البرامج الإسكانية المتنوعة التي تتيح خيارات متعددة بين المنح وقروض الإسكان والبناء وغيرها، سواء من خلال لجنة مبادرات رئيس الدولة، أو برنامجي «الشيخ زايد» و«محمد بن راشد»، أو هيئة أبوظبي للإسكان والدائرة المختصة بالقطاع في الشارقة.
الاهتمام الرفيع بإسكان المواطنين وما يمثله- كما أكده الشيخ محمد بن راشد- يحمل في طياته تأكيداً لجميع المسؤولين في قطاع الإسكان بضرورة تطوير الأداء، وتيسير وتسهيل الأمور والإجراءات للمستفيدين، أو المتقدمين للحصول على المسكن، أو القرض، وغيرها من التسهيلات التي وفرتها الدولة للمواطن من أجل أن يستقر وعائلته في مسكن العمر الذي تتوافر فيه كل مقومات الحياة الكريمة والمريحة.
نتمنى أن يستلهم المعنيون في قطاع الإسكان بدءاً من موظف الاستقبال، أو مركز الاتصال حتى أرفع مسؤول، الرسالة الملهمة من تأكيدات القيادة الرشيدة لإسعاد المواطن، وحتى لا يلجأ لبرامج البث المباشر، و«التواصل الاجتماعي» ليروي معاناة تأخر رحلة الاستقرار الأسري.