دائما نستعجل في إصدار أحكامنا على الأحداث والمواقف في لحظاتها الأولى وحتى في المواقف الحياتية التي نواجهها، ولك أن تتخيل كم الندم الذي نشعر به في ذلك إذا علمنا أننا استعجلنا في أحكامنا ولم نعط أنفسنا وقتاً كافياً ومتأنياً للحكم على قراراتنا المنفعلة والسريعة على الأحداث.
بعد جولتين من مباريات منتخبنا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم والرابعة لدوري أدنوك للمحترفين أصدرنا حكمنا المتسرع على منتخبنا وأنديتنا بأننا لن نصل بعيداً مع المنتخب وننافس على صدارة الدوري، علماً أن هناك 8 مباريات للمنتخب في التصفيات و22 جولة للدوري والأمل ما زال باقياً في كليهما رغم صعوبة مشوار المنتخب الذي عوّدنا بأنه لا مستحيل في قاموسنا وأنديتنا التي ستكافح حتى النهاية فلم يعد طريق البطل مفروشاً بالورود ولا مستحيلاً مع الإرادة وكل ما علينا هو أن نتحلّى بالصبر ويتحلى لاعبونا بالإرادة والعزيمة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم وأحلام محبيهم ومشجعيهم.
فمن كان يتوقع وصولنا لكاس العالم 1990 في ظل الظروف التي مر بها المنتخب في تلك الفترة إلا أن إصرار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الذي كان رئيسا للاتحاد قبل ذلك وداعما ومساندا له بعد استقالته ومتابعا له وهو يواجه المنتخبات في سنغافورة بالتصفيات النهائية وتوجيهاته للاعبين عبر الجهاز الإداري المرافق لمنتخبنا وكان سموه يشد من أزرهم قبل كل مباراة وحتى تتويجهم وعودتهم إلى أرض الوطن في حفل استقبال تاريخي جاب أرجاء الوطن.
واليوم منتخبنا يواجه منتخبات مجموعته بنفس الروح والإرادة في ظل استقرار إداري وفني وسط مشواره الطويل الذي سيستمر حتى نهاية مارس من العام المقبل وأنديتنا أمامها مشوار مداه 22 جولة تتغير فيه المواقف والمواقع وسيتصدر المشهد من يتحلى منهم بالإرادة والعزيمة والنفس الطويل لتحقيق الحلم الذي ينتظرونه مع نهاية كل موسم بالاستعداد له بطموح يعانق السماء وإرادة لن تزعزعها تقلبات الجولات الأولى من بطولة الدوري فلكل مباراة ظروفها ولبعض الجولات كبوتها إلا أن الإرادة القوية وقهر الصعاب هما سلاحهما، لا بالأحكام المسبقة.