عندنا مثل يقول: «لو كل من يَا ونيَرّ، ما تم في الوادي شِيَرّ»، لكن هذا المثل لا ينطبق على النساء، ودخولهن في عوالم الدجل والشعوذة والسحر والعين والحسد والتفريق، واستقطابهن لكل دجّال ومشعوذ وقليل بخت وجاهل ومدعي السحر وجلب الطالع والغائب وزيادة الحب بين الزوجين، وربطهما بحبل من الود متين، مثل هؤلاء ما خلوا أخضر ولا يابس، وعاشوا من خيرات وأموال النساء السذج، ولا خلوا شجراً في الوادي، وإلا ما بال بعض نسائنا المتعلمات، المتزوجات، الأمهات، المؤمنات، الطيبات، الثيبات، والأبكار، مبتليات بالسحر وأعماله وأثره وتأثيراته؟ يقعن فرائس لكل دجال، محتال، راق، مشعوذ أو حتى سحّار، ما بالهن ينسين واقعهن، ويعشن الوهم وسذاجة الأمور، يأتي واحد بالكاد يفك الخط، ويتهجى الحروف، ويضحك عليهن بـ «شبّه وخِيل ولبان، وقسط» يدس في أيديهن قراطيس فيها أحجيات وأرقام وخطوط متقاطعة، بعدما يدسن في يده المال الوفير، راجيات منه الدعاء، والتسبب في الشفاء من أمراضهن، وهي في حقيقة الأمر أمراض النفس البشرية التي تسببها الضغوط، وعدم حل المشكلات في حينها، واحدة زوجها لا يكر ويفر من البيت، تتلمس تقريبه، وترتجي حبّه من خلال أفريقي بسبحته الطويلة المتشعبة، واحدة لا تدر، تترك مراجعة طبيب النساء والولادة، وتنشد الرضاعة الطبيعية من نصاب يلوك الآيات خطأ، والأحاديث بلا سند، ويتكسب بالإثم والملامسة والتحرش «المشرعن»، واحدة بدلاً من أن تساهم في إيجاد حلول رقمية لديون زوجها المسجون، ترتمي بكل ثقلها في أحضان مدعي السحر، وتكاثر الأموال ومضاعفتها، فتخسر ذهبها خزينة الدهر، ما بالهن النساء يلهثن وراء الوهم والدجل والعيش في غمامة من الأحلام الوردية الوهمية؟ تلك التي تطلب من الساحر أن يقلب زوجها على شاكلة مهند، إن لم تكن في الصورة، ففي التعامل والرومانسية، وواحدة تظل خائفة من عيون الناس الشريرة على نفسها لكيلا تنقلب إلى بومة، وعلى زوجها أن لا يذهب بعيداً ويتزوج عليها، وعلى أولادها السمان بأن لا يضعفوا، هذه المقلقات هي ضمن نطاق البيت، وحلها داخل البيت، فلم تبحثين عن أوهام حلولها خارج البيت، والنصابون، الدجالون، المشعوذون، والمحتالون، يأتون من كل حدب وصوب، وبعض النساء يضربن لهم أباط الإبل ليتواصلوا ويوصلوهم في أي بقعة من العالم كانوا، بعضهم يأتي، ويستأجر جناحاً في فندق راق، والزيارة بمواعيد، بعضهم يتنقلون في سيارات فارهة، مدعين أن «هذا من فضل ربي»، ولا يرجون إلا شفاء المسلمين والمسلمات من السحر الأسود، وأفعال الجن، ومردة الأراضين السبع، ولأن هذا عالم سري، ومسكوت عنه في المجتمع، ولا أحد يريد أن يتحدث بشأنه، لأنه يحمل أسرار الناس، وكثيراً من جهلهم، لا تظهر الحالات الملتبسة التي تشافت، ولا الأمراض السحرية التي تعافت، وكل ساحر وسحّار يقبض الأموال السائلة والمصوغات والهدايا وحتى على شقق في «ماربيا ونيس»، والسبب وعودهم الروحية، وأعمالهم الخفية التي أرجعت الزوج، وجعلته متمسكاً بزوجته أم عياله، وترك مراهقته الخمسينية مع الفتاة العشرينية، الآن سمعنا أن هناك ساحراً فلبينياً أو صينياً، والجني الذي يطارده، ويوهم النساء أنه جاثم عليهن، ومربّطهن اسمه «غانغام ستايل»، لا حول ولا قوة إلا بالله.. قل لأي امرأة إن هناك عملاً معمولاً لك، وسترى ردة فعلها ،أو إن هناك امرأة تسحر لك، وستعدد لك أسماءهن في التوّ والحال!