من صنع للثقافة والفن والمسرح الحضور الجميل في ساحة الإمارات يعيد الآن دوران هذه العجلة، ويجدد للثقافة ونشاطها الحضور، عندما تعشق الأشياء من كل وجدانك وتؤمن بحضورها وأثرها وتأثيرها في الحاضر والمستقبل، فإن رؤيتك وعزيمتك لا تلين، ولا يحجبها الطارئ الذي يعترض خط سيرك، مهما يكن صعباً أو محبطاً وللهالة الكبيرة التي حملها وأجهزة الخوف والإحباط التي رافقت حضوره، ذلك الطارئ المعطِل الذي أثر في الأنشطة والتواصل الاجتماعي «COVID- 19»، «كورونا» المزعج، تتحداه الأيادي المعمرة والعاملة بحب وتفانٍ من أجل الثقافة والعلم والمعرفة، وكما حملت مشعل الثقافة في دولة الإمارات، وجعلت هذه الأرض ساحة كبيرة لكل صنوف العلم والثقافة والفن والمعرفة، تقود العودة للأنشطة من جديد، وعبر البوابات الثقافية المعروفة، رافعة الستار عن مسرح ثقافي فني يبدأ بالحضور الجماعي والجماهيري لساحات الثقافة، ويترك ذلك البديل الذي لم ينجح كثيراً، وهو التواصل «عن بعُد» وعبر «Zoom» والأشكال البديلة، الثقافة والمعرفة والفن، هي تفاعل حضوري وجهاً لوجه، ولا تجدي كثيراً، ولا تنجح الأنشطة الثقافية أو الفنية «عن بُعد»، ولا يبدع المعلم والمثقف والفنان إذا غاب الحضور وغابت التفاعلات المباشرة، فالمسرح جمهور وفنان، وكذلك سائر الفنون والأنشطة العلمية والثقافية والموسيقية.
تبدأ الدائرة الثقافية في الشارقة هذا الموسم الثقافي بالعودة إلى الحياة الطبيعية عبر افتتاح موسمها الثقافي، تاركة التواصل «عن بُعد»، لأن الفروق واضحة بين فن يصنع الثقافة والمعرفة ومن يستغل عنوانها وبهرجتها للتواجد لا غير.
هذه الشعلة الثقافية التي تقودها ثقافة من يؤمن بالمسيرة التي بدأت من زمن بعيد، من معرض الكتاب ومسرح الحياة المتجددة، والذي رسخ وجوده وحضوره عبر سنوات طويلة وساحات الفنون المتعددة والمختلفة ومتاحف الفن والتاريخ والمعرفة، هذه المدينة الرائدة والتي يقودها رائد الثقافة في بلدنا العزيز، كان صعباً عليها الاستسلام للظروف الصحية التي أجبرت الجميع على الخفوت والتراجع عن الأنشطة الحضورية الجماهيرية، ولكن من صنع ساحات الثقافة المشتعلة بالحضور والنشاط صعب عليه أن يستمر الحال، كما فرضه أمر طارئ، وهذه انطلاقة جديدة نحو العمل والنشاط ورفع القيود وفتح أبواب الثقافة ومقارها للحضور.
بعد أشهر سوف يحضر معرض الكتاب، وسوف يكون فاتحة خير، إن شاء الله، لعودة كل شيء إلى سابق عهده، ثم يأتي الموسم المسرحي وتنور الشارقة الباسمة بنور وأضواء المسرح، دائماً يبدأ موسم الشتاء الجميل بظهور السحب التي تبشر بالفرح والخير والمطر، وعند حضور الغيث تزهر الحياة وتباشير العمل الثقافي الجديد لهذا العام تعلنه الدائرة الثقافية بالشارقة عبر محطة ثقافية جديدة وعنوان لافت يعيد كل العمل الثقافي إلى عهده، هذا العنوان الجميل «الرواية الإماراتية من سرد الماء والصحراء إلى سرد الإنسان» نرجو أن يخرج بأوراق جميلة ومهمة.