هل نعض أصابع اليد ندماً على أن «الأبيض» ترك أربع نقاط تنفلت منه بتعادله أمام لبنان ثم سوريا؟ أم لا نبخس قيمة النقطتين المتحصل عليهما من مباراتين كانتا مثل الحمل الكاذب؟.
لنتفق أن منتخب الإمارات فوت على نفسه فرصة القبض على ست نقاط من أول مباراتين، كانت ستضعه جنباً إلى جنب مع المنتخب الإيراني، ولكن لنصد ما استطعنا إعصار اليأس الذي يضرب في العادة خيمات متمايلة فيقتلع الأقفال والصبر والآمال.
منتخب الإمارات ناقش في واقع الأمر مباراتين من عشر مباريات هي قوام السباق الهيتشكوكي والمثير نحو البطاقتين المؤهلتين مباشرة لكأس العالم 2022، ولو سلمنا أنه لعب أخف المباريات وطأة وحمولة تكتيكية، إلا أن باب الأمل لم يقفل.
طبعاً يحزننا أن يكون الأبيض قد افتقد لكثير من مقومات النجاح التكتيكي والفني والبدني في مواجهتين تختلفان من حيث الوزن والقيمة والضغط النفسي عن تلك التي خاضها في الدور الأول، ومن تلك المقومات أن يكون فعالاً على مستوى البناء الهجومي، فلا يتعثر عند الفواصل، وأن يكون ماهراً في وضع أفضل الخواتم للجمل التكتيكية التي ينتجها بسخاء، وأن يكون صارماً في بناء منظومته الدفاعية، فلا يعري الظهر ولا يرتكب ما هو محظور من حماقات في عمقه الدفاعي.
يحزننا فعلاً أن يكون الأبيض تحت تأثير الرغبة الجامحة وبفعل الهيجان العاطفي، قد افتقد للهدوء والتركيز في نيل النقاط الست المتاحة من مباراتيه أمام سوريا وبالأخص أمام لبنان، إلا أنه مع الحزن على تبخر أربع نقاط قد تكون حاسمة في تحديد المواقع، يجب أن نظل مؤمنين بأن السباق الملتهب ما زال في بدايته، وأن هناك أملاً في اقتناص نقاط من مباريات أخرى حتى تلك التي تصورها التخمينات على أنها مباريات محظورة، فما شاهدته من المباريات الثماني للمجموعة الأولى في الجولتين الأولى والثانية، يجعلني موقناً أن كثيراً من التقلبات ستحدث، لوجود منتخبات المجموعة بنفس القارب، ولو أن الرابح الأكبر من هاتين الجولتين هو المنتخب الإيراني، فهو وحده من حقق العلامة الكاملة.
ولا رجاء من الآتي من النزالات، لو لم يصحح «الأبيض» ما ظهر في منظومة لعبه خلال مباراتي لبنان وسوريا، من اختلالات تكتيكية، برغم أنه يملك مجموعة ثقيلة في الميزان المهاري، فلا يمكن أن يسجل «الأبيض» هدفاً وحيداً في مباراتين من عشر فرص واضحة للتسجيل، ولا يمكن بالمقابل أن يسمح لنفسه بارتكاب كل تلك الأخطاء الدفاعية التي لم يعاقب لحسن الحظ عليها سوى بهدف واحد..
لن يغرق «الأبيض» لأنه سقط في النهر، بل لبقائه يائساً على سطح الماء.. رجاء اطردوا عنا اليأس..