متحدية «جائحة كورونا»، جاءت نسخة محمد السادس لكأس الأندية العربية الأبطال، إلى مباراتها النهائية بكل عنفوانها وألقها تسأل «خاتمة ملكية»، بإثارة بذات المقاسات التي أفرزتها مباريات البطولة الأطول بين كل النسخ التي تبارى على ألقابها الأبطال العرب. 
كان قدر المباراة النهائية التي وضعت في المواجهة ناديين عربيين بعراقة كبيرة، الرجاء المغربي، والاتحاد السعودي، أن تجرى باستاد مولاي عبدالله برباط الأنوار، خلف الأبواب الموصدة، وكانت الحسرة كبيرة على أن يخلو المشهد الختامي من السحر الذي ينبعث ضوءاً نيزكياً من صدى المدرجات.
وتوقعنا لهذا النهائي سيناريوهات كثيرة تصعد به درجات في سلم الجاذبية والمتعة، فالرجاء أمهر العازفين على إيقاعات «تيكي تاكا»، والاتحاد السعودي أبرع الرسامين على لوح اللعب المباشر، إلا أننا أبداً لم نتوقع أن يأتي النهائي بكل تلك الحمولات التكتيكية، وكأنه نزل عميقاً في بحر العجائب ليصعد بالدرر واللآلئ، مباراة تقطع الأنفاس، أشواطها حارقة كالمرجل وركلاتها الترجيحية إعصار جميل.
بالطبع كانت الأهداف الثمانية التي شهدها الزمن الأصلي للمباراة، بعضها لا كلها،  كان نتاجاً لأخطاء دفاعية، إمّا أخطاء في المراقبة، أو أخطاء في بناء العمق الدفاعي، ولذلك مبررات موضوعية، إلا أن ما شاهدناه في هذا النهائي شيء غير مسبوق، سيناريو فريد من نوعه ومحاكاة تكتيكية تقول إن ختام كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال كان مسكاً، بعد أن كانت التوطئة عنبراً..
كانت إذاً نسخة «كأس محمد السادس» على غرار سابقتها «كأس زايد»، عنواناً لنجاح فاق كل التوقعات، نجاح تنظيمي يهنأ عليه الاتحاد العربي لكرة القدم بكل طواقم العمل، ونجاح رياضي نقيسه بالمستويات القياسية التي بلغها التنافس بين كل الأندية العربية، ولكن ما كان للنسختين المستحدثتين، أن تسجلا معاً نسباً عالية في التميز والتفرد، لو لم تأت قناة «أبوظبي الرياضية» بالحبكة التلفزيونية التي تصدر روعة هذه البطولة، ليس القصد أن تجملها، ولكن أن تبدع في إظهار مفاتنها.
وكل من تابع بطولة أبطال العرب من «نسخة زايد» إلى «نسخة محمد السادس»، وجد في التغطيات والمواكبات الاحترافية لقناة «أبوظبي الرياضية» تصويراً وتعليقاً وتحقيقاً، ما جعل لها مكاناً علياً بين أمهات البطولات العالمية، وهذه هي الشراكة المثلى التي تطمع كل بطولة في الحصول عليها عند الارتباط بقناة ناقلة، شراكة لا تقف عند حجم العائدات المالية من حصرية البث، ولكن تتعداها إلى إبداع أحدث الطرق لتسويق الصورة التي تسحر العيون وتجلب الرعاة.
شكراً لقناة «أبوظبي الرياضية» بمديرها الفذ زميلي المبدع يعقوب السعدي، وكل الطواقم الفنية على أنها سحبتنا إلى أغوار هذه البطولة، لنشهد نيازك تبشّر بفجر جديد لحلمنا العربي.