بفخر كبير، تابعنا المواقف البطولية لأبناء الإمارات في عمليات إجلاء دبلوماسيين ورعايا دول عديدة من مطار كابول، الأمر الذي قوبل بإشادات عالمية، كان آخرها من فرنسا وبريطانيا وأستراليا، وألقى الضوء من جديد على جهودنا الإغاثية حول العالم.
فبينما كانت الظروف قاهرة ومعقدة ومحفوفة بالمخاطر، كانت أيادي الخير الإماراتية تقوم بواجباتها الإغاثية مدفوعة بقوة الرسالة التي اختارت أن تؤديها في مقاربة حيّة تشير بجلاء إلى جسارة وكفاءة نهجنا الإنساني الفاعل والقادر على تجاوز عوائق الزمان والمكان، والذي جعل من بلادنا نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان.
  ويدرك المتابع للشأن الإماراتي تاريخنا الطويل والحافل من العمل الإغاثي الذي لم يوجه لأي أغراض سياسية، ودون انتظار مغانم أو مدائح، حيث كان العطاء هو الجسر الذي تمده بلادنا إلى شعوب الأرض بغض النظر عن لونها وعرقها ودينها.
ففي الوقت الذي كان غيرنا ينفق الملايين في دعم الإرهاب، كنا نمد الجسور الجوية لتعبر ناقلاتنا بالمؤن والغذاء والعلاج للمنكوبين واللاجئين في أنحاء العالم، حيث كان الإنسان همّنا الأول والأخير، وما زلنا اليوم على ما نحن عليه في عصر الوباء والرهانات والتحولات.
ستواصل «خريطة الغوث» التي رسمتها بلادنا، اتّساعها في العالم، غير مرتبطة بأبعاد سياسية أو مواقف أو أحداث، ذلك أن النهج الإنساني الذي خطّه «زايد الخير» قيمة لا تستغني عنها إمارات الخير، العربيةُ بروحها وهويتها، والمتّحدةُ برؤيتها الإنسانية النبيلة.
وسنظل فخورين كلما حطت طائرة إماراتية في أي بقعة من أنحاء العالم يحتاج فيها الإنسان إلى الغوث، وسيتجدد فخرنا كلما صنع أبناؤنا الفارق في مجال العمل الإنساني، لتترسخ مكانة بلادنا عاصمة إنسانية وحضارية، ومركزاً للتسامح والسلام، ومثالاً على الفعل الإيجابي.