متفائلون دوماً، منسجمون مع الحقيقة، فقد نتفق، أو نختلف، ولكن يبقى تصالحنا مع النفس هو الطريق نحو الالتفاف حول بيت الجميع، ولا مجال هنا للادعاء أو اقتناص الفرص الوهمية، فالاتحاد اليوم بدأ في إضاءة غرف المنزل، وصار الفناء واسعاً لكل من يريد أن ينضوي بين جدرانه، والطموحات كبيرة، وبحجم السماء والأرض، ولكن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، والنهر يتكون من قطرة، والقلاع الشاهقة، تُبنى بحجر
واحد، ثم تتلوه أحجار، وهكذا لابد من التخلص من الأوهام، والتحرر من الألغام التي قد تطيح بالأمل، وتفسد الأمنيات، فهذا هو اتحادنا يبدأ اليوم، ويفترش بسط العمل، على مائدة مزدهرة بالأفكار، والاقتراحات، والملاحظات، ولا ضير أن نختلف، ولكن يجب أن تكون لخلافنا أنامل من فضة، وليس مخالب من حديد، لابد وأن نعتلي قمة الجبل ونحن مأزرون بالإرادة، وقبلها بالحب، ولا نجاح لمسيرة، ولا فلاح لرحلة من دون ذلك
الأكسير، أكسير الحب، فهو وحده الذي يملأ وجدان الناس بالمناعة، والقناعة، بأنه لا مجال لغير الحب إذا أردنا أن نعقد الصفقة الرابحة مع الانتصار على التشاؤم. المرحلة المقبلة لا تتحمل الزبد، ولا تقبل غير ابتسامة الشفاء من علل المراهنات الخاسرة، لدينا فرصة بأن نتضامن، وأن نصلح عجلات العربة، لكي تتسلم راية الانطلاق من دون وعكات ولا كبوات، ولا حتى خضات، لدينا فرصة بأن نبني الاتحاد بعقول صافية، وقلوب ملأى بالعذوبة، لدينا فرصة بأن نتجاوز أنفسنا من أجل الاتحاد، ونتخلى عن الأنا ضيقة الحدقة، لننظر إلى الاتحاد ككون يحيط بطموحاتنا، فيمنحها الدفء، ويهديها الرسوخ والشموخ، لدينا فرصة بأن نعتلي الربوة ونقول لأحبتنا جميعاً، تعالوا لندلي بالدلو في قاع البئر، فهناك تكمن حقيقة النمو، فالأشجار ظمأى، وبحاجة إلى سواعد مخلصة، لا تبالي في المجازفة من أجل الاخضرار، ومن أجل الاستمرار في العطاء الإبداعي، ففي الوطن هناك جيل بحاجة إلى من يأخذ بيديه، وبمن يكون النموذج والمثال الذي
يحتذى به، ويكون القدوة الحسنة في مسيرته النقابية، والإبداعية. تعالوا نضم الأيدي ونسير بخطى واثقة، نحو مستقبل تضيئه إرادات، نيرة، وعزائم خيرة. تعالوا بأيديكم تذاكر السفر إلى فضاءات ليس بها غبار، ولا يكسوها السعار.