- يقول لك إن «كوفيد» أول ما يضرب يضرب الذوق والتذوق، فتصبح كل الأشياء ذات طعم واحد، وكل المسائل متشابهة، ولا تعني شيئاً، فلا تميز الهريسة من العرسية من العصيدة.
- يقول لك «كوفيد» يخليك تشوف كل شيء في الحياة صناعة صينية، حتى ثوب «الموديل» التي تظهر فرحة به وبشبابها في الإعلان التلفزيوني، تراه من بعيد وكأنه مصنوع من مادة نفطية، أو به كم من النايلون يمكن أن ينصهر في الشمس، ويجعل فتاة الإعلان تتعرق من دون سبب واضح.
- يقول لك إذا شفت مسماراً أو «برغي» منغرزاً في خشبة أو جدار، فلا يمكن أن تتخيله إلا أنه صدئ.
- يقول لك ما تشوف إلا الحياة مودعة، وبعدم جدوى كل الأشياء فيها، تشعر وكأنك عائم، وثمة بلاهة بدت واضحة على محياك، لم تكن مألوفة عليك من ذي قبل، تشعر كأن أحداً فلعك، وشرد، وأنت تريد أن تمسك به، لكنك لا تعرفه.
- ويقول لك من يصيبك «كوفيد»، وأنت تشوف عمرك أنك دوم مغلوب، وتريد أن تنتصر لنفسك، فلا تقدر على ذلك، هي أشبه بلحظات قدوم «الياثوم أو البارك» على صدرك، وتريد أن تفعل شيئاً، لكنه الفشل والعجز، والشعور بالغلبة.
- يقول لك «آه.. ها أحد يلوي عليك، ويكون متدخن بـ «كوفيد» أو بمعمول «كورونا دلتا»، تراه هو والشر رباعة»، ولو كانت مليحة القوام، كاملة الهندام، وأجمل «مدام»!
- يقول لك يخليك خاصة «دلتا» الجديد منه وحيداً، تأكل عمرك، وتم تفكر من الذي ألصقه بك؛ الحلاق، نادلة المطعم الأفريقية، تلك الطاولة التي شكّيت في نظافتها وتعقيمها في مطعم الأكل السريع في ردهة المطاعم في «المول» الكبير، يدك التي تجبرها العادة على وضعية المسك في السلالم الكهربائية، ربما الدخول لمكتب الطباعة وتصوير المستندات وتخليص المعاملات، وذلك الشعور الذي دخل لقلبك قبل أن تدخله أنه موبوء، وثَمَّ «كوفيد» لابد في الزاوية بمسكنة أو إحدى مقابض الأبواب، والتي تشك في إحداها أنها ملوثة بيد عامل، لا يعبأ بالأشياء، ولديه مناعة لا تعرف من أين هي مكتسبة.
- يقول لك من يضربك «كوفيد» تكره تسمع الأغاني العراقية تلك التي فيها شكوى ومشاكاة بدون داع، ولا تعرف الحق في البداية والنهاية على من، حتى أغاني «أبو خالد» عبدالكريم عبدالقادر تحس أنها ليست في وقتها بالمرّة.