الخليج العربي، بحر الحرير الذي يلف بخيوطه قماشة الأحلام الزاهية، بين دول جمعها التاريخ، وألف بين فسيفسائها، وربط بين منمنماتها، وجعلها في العالمين كواكب، فلكها هذا النهر بملوحة وعذوبة مشاعر أهله، وخصوبة الثنايا والطوايا، ونحن نتابع اللقاء بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين الشقيقة، كانت الابتسامة وشاح وئام، ترتبها مشاعر ود، وأحلام سد، منبثقة من فكرة المصير الواحد، والتاريخ المشترك، والقضايا المزدهرة بشؤون وشجون، كل من يمشي على تراب بلدين، هما في الجبلة، شريان ووريد، وطريق ممتد عبر طموحات شعبين الحب ثالثهما، والصدق والإخلاص ضفتا ذلك المديد في عروق الغواصين الذين جعلوا من البحر شرشف أحلام، ومن السماء قبعة أيام، ومن يقرأ التاريخ سيرى أن الإمارات والبحرين، صوت النهام الذي اعتلى منصة النداءات الشامخة، وصاح باسم توكلنا على الله، وسارت السفينة، تمخر عباب الأمل متصالحة مع طبيعة الماء، وسجية الموجة، ولا شيء يجرح الأحلام ما دامت العيون منصوبة باتجاه الحقيقة، والقلوب مشدودة نحو التلاحم، والانسجام، من أجل لؤلؤة التآخي، ووحدة الصف.
اليوم عندما ينادي النهام على أرض البحرين الحبيبة، تجيبه الأفئدة في الإمارات، ملبية النداء، مستدعية كل مقومات الحب الأصيل، فيصبح الخليج العربي درباً يسبك قلادات التفاؤل، ويصوغ أساور الفرح، لتمضي قافلة الحياة، مؤزرة بلحمة المواقف، وسؤدد الشيم، ولا شيء يعيق المسيرة طالما تضافرت الجهود من أجل إنارة الطريق بمصابيح القواسم المشتركة. الإمارات والبحرين اليوم كما هو الأمس، غصنا الشجرة الخليجية الوارفة، والظل هو ذلك اليقين بأننا في البلدين الشقيقين، نعبر محيط القضايا العالمية الشائكة، بإبرة الوعي بأننا جسد واحد، لا تفرقة الأهوال، ولا تعرقل نموه الكبوات التي تحل في العالم نحن بلدان في بلد، وشعبان في أبجدية اللغة، إنسان واحد على تراب واحد. في الملمات تبرز قلعة التواصل، بمتانة التاريخ، وشموخ الدم الزكي، فالإمارات أنشودة الخلود في خليجنا الأغر، والبحرين قيثارته، واللحن أخوي النغمة، شفيف الترنيمة.
حفظ الله الخليج العربي، وأهله، وأدام علينا نعمة المحبة.