ضمن بيئة نظيفة، وصحية، تسابق وزارة التربية الريح، كي تعيد الحياة التعليمية إلى نصابها الصحيح، ولكي ينعم الأبناء والطاقم التعليمي بوافر العافية، ولهذا السبب، فقد اشترطت الوزارة على مرتادي مؤسساتها التعليمية بأن تكون أجسادهم قد أخذت الإكسير، ونفح أرواحهم اللقاح ضد «كورونا».
نقلة نوعية وفريدة، ووثبة تشي بأن وزارتنا الموقرة حملت في وعيها منذ بدء الجائحة، أهمية أن يكون الجهاز التعليمي والطلاب قد حفظوا الدرس جيداً، وأيقنوا أنه مما لا بد منه أن تكون الإمارات التاج على رؤوس الآخرين في السباق نحو فلاح صحي، وصلاح تعليمي، وقدرة فائقة على مواجهة الخطر، ووعي واسع بأهمية أن نكون على مستوى الحدث.
«كورونا» وباء عم القاصي والداني، ولم يرحم كبيراً ولا صغيراً، اجتاح العالم بمخالب فتاكة، وأنياب صفراء، حتى بدا كأنه طاعون العصر، ولكن الأوعى فكراً هم الذين تجاوزوا المحنة، أو في طريقهم لتجاوزها، والإمارات هي الدولة التي سبقت الجميع في عدد الذين أخذوا اللقاح، لذلك فإن الظرف أصبح بين أيدٍ أمينة، وأن الجائحة بكل ما تخبئه من ضراوة، إلا أنها تعلن عن هزائم منكرة في كثير من الدول، والإمارات تأتي في المقدمة، لأنها الأكثر إصراراً على كبح جماح الجائحة، والأكثر تصميماً على مزاولة مهمة المكافحة، بكل عزم، وإرادة، وصدق، وإخلاص، حيث وفرت القيادة الرشيدة كل ما يسهل مهمة الكادر الطبي، وكل ما يفتح الطريق لقادم مشرق، يلمع ببريق السعادة، والهناء لكل من يقطن على هذه الأرض الطيبة، والتي اعتنت بالقريب والغريب على حد سواء، لإيمان قيادتنا أن الجميع سواسية على أرض اتسمت بالحب، والتسامح، حتى صار الحب هو الشريعة، والتسامح هو القانون الأزلي الذي يحمي الجميع، ويجلهم ويقدرهم، ويمنع عنهم الأذى، ويدفع عنهم الضيم، والضغينة.
وتأكيد وزارة التربية على أولوية أخذ اللقاح لدخول المؤسسات التعليمية، إنما هو شرط النجاح، وأحقية الصحة، وأسبقيتها على كل ما يتبعها من شروط، هذا والأمر السامي من لدن قيادة حكيمة، يضع الإنسان فوق كل الاعتبارات، ووزارة التربية تأخذ بهذا الأمر كقانون، وتقنين للحياة على أرض ما عرفت غير ثمين حياة الإنسان، وجعلها في الكون، شعاع الشمس الأبدي، ونور القمر الأزلي، ولا شيء يشغل بال المسؤولين في وزارة التربية أكثر من مصير الكادر التعليمي، وطلابهم الأعزاء.
هذه هي سمة من يعشقون الحياة، ومن ينطلقون نحو أعالي الأغصان.