ــ معقول يعني «برجر» بخمسة آلاف يورو، والله لو فيه العافية، والمعافاة الدائمة من كوفيد وتوابعه ما طاح بطني، ليس موقفاً من البرجر، ولا من سعره المبالغ فيه، ولكن منعاً للبطر، وتعففاً للنعمة الزائلة، خمسة آلاف يورو حق لقمة واحدة، والله لو أنه بيصبّ ضروسي ذهبًا ما طلبته، وبعدين هل ينطبق على هذا البرجر لفظة «جانك فود»، بخمسة آلاف يورو تروم تعشي «فريج كامل» وذبائح من اللي يحبها قلبك!
ــ هناك عطر يأتي لي بالغثيان يحمل اسم «السم»، تماماً مثل عطر آخر مخلط مماثل أجده دائماً مع رائحة أي موظف جديد في المكان أو مع امرأة شبه سائحة لم تظهر إقامتها بعد، ويبدو أنها ستتعثر كثيراً مع شركات وهمية مازالت تتاجر بالفيزا والإقامة واستغلال حاجة الناس حد الأذى!
ــ تراها مشكلة إذا ما أصبح كل الناس شعراء، لن يجدوا منصتاً واحداً يقول لهم ولقصائدهم: آه! يبدو أنها موجة يركبها أصحاب قافية الهاء وزلزالها، وما يجري وراها ودونها، ترى غابت عذوبة الشعر، وغاب عطره، لا سلسبيل عوشة ورطب كلامها، لا حضور بن عتيق، ولا جرّ الجمري، ولا ترانيم الخضر، ولا برد كلام المطروشي، عَفْدّونا في رمول وطعوس وشيفرات مغرّزة في نص هالبرور، وعكرة ضب وشب النار يا شبّابها.. ترى عندنا نخيل ورطب خرايف، وورقاء تنوح على غصن غرياف، وفلايه يارية، وغرّد كعود البان وسط تين وورد وزهر رمان.. وين ماخذينا هناك، وتاركين نسناس الغريبي، وأن الشيل الرهايف!
ــ ما أحد يتعب مواطني دول مجلس التعاون الخليجي مثل «إيلي»، ودهم يعتزون، وما يقدرون، لأنهم بحاجة إلى «إيلي»، ودهم يمشّون أمورهم التجارية، لكن في ظل غياب «إيلي» تنوخ ركابهم، وتبور صفقاتهم، ودخيلك يا «إيلي.. وينك يا إيلي»؟ عطران الشوارب يفتلونها، و«إيلي» ساحت الشارب، ورغم ذلك يقلط عليهم وعلى شواربهم، فلا تمشي أمورهم من دون عطور «إيلي»، ومرافقاته المتمايلات، ونقالاته البرّاقات اللي ما تسكت في حزّه من الحزّات!
ــ ما أحد أودى بالمناضلين العرب الأشاوس، وذهب بريحهم، إلا أولئك «الشبيحة النضالجية» من ذوي السترات الجلدية السوداء التي يلبسونها من دون حياء، مع ربطات عنق تافهة، وكيف ما أتفق، تجدهم في المؤتمرات الصحفية بها، يفاوضون رئيس مصنع عسكري في إيطاليا بها، يحضرون عزائم السفارات بها، يهرولون إلى دمشق بها، الخطابات الحماسية بها، الشهادة بخيانة الرفاق بها، استلام رواتب وعمولات عن عملهم النضالي بها، في وداع الزعيم بها، وفي استقباله بها، بمناسبة عيد الثورة وانطلاق أول شرارة بها، في دبكة عرس ابن المناضل الغائب عن الدار بها، نسيت أن أقول لكم شيئاً عن ذوي السترات الجلدية السوداء إنهم يفضلون أن يناديهم الأقل منهم تراتيبية بالزعيم في غياب الزعيم طبعاً!