«هناك نوع من العلاقات بين الدول لا يمكن تعريفه بالمعنى الدبلوماسي، لا لشيء إلا لأنه أعمق بكثير مما يظن البعض».. نقول ذلك تعليقاً على التُّرّهات التي راح البعض يرددها خلال الأيام الماضية حول العلاقات بين الإمارات والسعودية.
كانت العناوين براقة، وراحت تتحدث عن خلافات، وتوترات، وأزمات صامتة، ومشكلات مشتعلة، فيما راح «الذباب الإلكتروني» يحلق بعيداً بأجنحة كذب مدفوع الأجر، وملوث بتوجّهات مفضوحة وشائعات خبيثة، ندرك مراميها وأهدافها وتوقيتها، ونعرف مَنْ وراءها.
كان من الممكن لحسابات الوهم هذه، وبدلاً من السعي لإحداث وقيعة، أن تبدي ولو قدراً يسيراً من حسن النوايا بعيداً عن تلك «الانتهازية» التي طالما تم تسويقها في قالب يسهل فضحه، بعد أن بات مكرّراً ومعتاداً.. لكنها كالعادة توهمت أن الفرصة متاحة للنّيل من الثوابت.
 قد يسأل سائل: لماذا لا تروق للبعض استراتيجية العلاقات بين الإمارات والسعودية؟ والجواب ببساطة: لأن البلدين عنوان لمرحلة نهوض حضاري عربي، ويحملان طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق للمنطقة والعالم، قوامه الاعتدال، الأمر الذي يزعج دولاً وتنظيمات، بينما تشتد «حملات الوقيعة» على قدر الضرر.
كإماراتيين، نرى أن علاقاتنا مع المملكة تتجاوز «التعاون» إلى «التوأمة» على الصعيدين الرسمي والشعبي، وهو أمر تشهد له مواقف تاريخية وآفاق استراتيجية قائمة على أسس صلبة تعززها روابط الدم والمصير، ذلك لأن السعودية في منظورنا هي الأصل والعمق والجوهر، كما عبر عن ذلك معالي الدكتور أنور قرقاش، ومن ثم فهذه العلاقات عصيّة على محاولات الوقيعة، ولا جدوى لمحاولات التأثير في قوتها بتقارير صحفية عبثية أو حملات تزييف.
رسالتنا المتجددة للجميع: سيظل «السعودي إماراتي والإماراتي سعودي»، وستبقى علاقاتنا مع المملكة نموذجاً استثنائياً، فيما روابطنا قوية متأصلة في وجدان شعبينا، بينما تعاوننا المشترك أقوى بكثير من أي وقت مضى.. لأننا اخترنا أن نكون «معاً أبداً»، نواصل نهضتنا بثقة وعزم، في ظل ترابط متأصل، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة.. ولندَع للآخرين سوقاً واسعةً من الوهم.