«لا أحد كان يرانا»، هكذا تحدث روبرتو مانشيني، بعد بداية «يورو 2020»، وكان يعنى أن فريقه لم يكن مرشحاً، وذلك من أسباب الفوز باللقب في ليلة درامية، وسط حضور جماهيري كبير، تظلله أحلام أكبر، فقد خاض البطولة من دون ضغوط. 
وقبل ثلاث سنوات كانت كرة القدم الإيطالية تبدو كأنها تجثو على ركبتيها، عندما تولى مانشيني مهمة قيادة المنتخب الذي لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، للمرة الأولى منذ عام 1958، والآن إيطاليا بطلة أوروبا، وأحد المرشحين للفوز بلقب مونديال 2022، كذلك ظلت الكرة الإيطالية وراء المسابقات المحلية في أوروبا، تأخرت خلف «البريميرليج» و«الليجا» الإسباني و«البوندسليجا»، بعد أن كانت على القمة قبل ثلاثين عاماً.
ماذا فعل مانشيني؟
زرع النزعة الهجومية بتكتيك راق، بعد سنوات ظلت فيها الكرة الإيطالية أسيرة الأسلوب الدفاعي، حتى حين فاز «الأزوري» بكأس العالم في 2006، ليتوج كانارفو كأحسن لاعب في البطولة وهو مدافع، لكن الفريق الإيطالي كان بثوب مختلف هذه المرة، بعد عملية بناء شاقة قادها مانشيني ليخوض البطولة من دون نجوم مثل المنتخب الإنجليزي، والمنتخبات الأخرى التي كانت مرشحة للقب، فرنسا، وبلجيكا، وهولندا، وألمانيا، والبرتغال.
أُصيب مرمى إيطاليا بهدف بعد مرور دقيقتين في النهائي عبر لوك شو، وبدا أن الدفاع الإيطالي الذي يقوده كيليني وليوناردو بونوتشي فوجئ بفكرة أن الظهير يمكن أن يكون جناحاً، بينما هم أبرع من قدم تلك الفكرة في هذه البطولة عندما كان ليوناردو سبينازولا أحد أفضل لاعبي الفريق والبطولة قبل إصابته.
رغم الهدف المبكر نجح مانشيني في الحفاظ على هدوء اللاعبين وتركيزهم واتحادهم، وصحيح كان المنتخب الإنجليزي ممتازاً في الدقائق العشرين الأولى، بتمريراته العميقة والطويلة إلى العدائين كين وستيرلينج وماونت، لكنها ظلت تمريرات تغيب عنها المغامرة. وعادت إيطاليا واستحوذت على الكرة، وتألق كيزا ولورنزو إنسيني وإيمبولي وجورجينيو، وفيراتي بجانب جنرالي الدفاع كيليني وبونوتشي.
خسرت إنجلترا معركتها مع شبح ركلات الترجيح، وخسرت اعتلاء منصة المجد، بعد 55 عاماً، وكانت الفرصة معها لتغيير الرواية، وكتابة قصة الخلاص، من الحظ السيئ استمرت 55 عاماً، ولكن لم يكن الأمر كذلك، فقد تبددت آمال إنجلترا مرة أخرى في منافسة متقاربة بشكل مؤلم، وفازت بها إيطاليا في النهاية نتيجة سوء إدارة صراع الميدان من جانب ساوثجيت في مباراة كبيرة تحسمها المبادرة والشجاعة والإبداع، لم تكن قصة سوء حظ، ولكنها قصة تردد وأسف، لينتهي كل شيء بالدموع!