أرادت بطولة «يورو 2020» أن تقدم للعالم وجبة كروية حتى الإشباع، فلم تكتف بإعادة الحشود الجماهيرية إلى الملاعب والمستوى الفني المتميز والتحكيم الناجح حتى الآن، فأضافت لكل ذلك العديد من المفاجآت التي أصابت البطولة بالجنون، فمن كان يتصور أن تسقط منتخبات مجموعة الموت من الطابق الـ16، بخسارة الديوك الفرنسيين أبطال العالم أمام منتخب سويسرا، ومن كان يتوقع أن يغادر منتخب البرتغال حامل اللقب أمام بلجيكا، ومن كان يتخيل أن يغادر منتخب ألمانيا بطل مونديال 2014 أمام منتخب إنجلترا.
والغريب والعجيب أن منتخب فرنسا وصيف بطل النسخة الماضية أنهى علاقته بالبطولة بنفس الطريقة التي خسر بها فرصة التأهل لنهائي مونديال 1982 بإسبانيا عندما تقابل مع ألمانيا في قبل النهائي وتقدم بثلاثة أهداف لهدف قبل أن يشرك مدرب ألمانيا النجم هانز رومينيجه، الذي صال وجال إلى أن أدركت ألمانيا التعادل 3-3 ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي انحازت لألمانيا وأدارت ظهرها لمنتخب فرنسا، وهو نفس مشهد لقاء فرنسا مع السويسريين.
والغريب والعجيب أيضاً أن منتخب كرواتيا وصيف بطل كأس العالم لم يستثمر تعادله مع إسبانيا 3-3 في الدقيقة الأخيرة بعد أن كان متأخراً بثلاثة أهداف مقابل هدف، لكن شباكه تلقت هدفين في الشوط الأول الإضافي ليمنح «الماتادور» بطاقة التأهل لربع النهائي.
×××
وضعت خسارة الألمان من إنجلترا نقطة في آخر السطر لعلاقة يواكيم لوف مدرب «المانشافت» مع الفريق الذي تولى قيادته قبل 15 عاماً خلفاً لكلينسمان عقب مونديال 2006، وبرغم النهاية غير السعيدة لمهمة لوف مع منتخب بلاده، إلا أن أحداً لا يمكن أن ينسى أنه نفس المدرب الذي قاد ألمانيا للفوز بمونديال 2014 بعد أن هزم البرازيل بسباعية تاريخية على مرأى ومسمع جماهير استاد ماراكانا.
×××
تستأنف البطولة مسلسل إثارتها غداً مع انطلاق منافسات «نصف الحلم»، بلقاء إيطاليا مع إسبانيا، ومواجهة إنجلترا مع الدانمارك، وشخصياً كنت أرى أن الفائز من لقاء إسبانيا وإيطاليا سيتوج في نهاية المطاف بطلاً لليورو، إلا أن المستوى الرائع الذي قدمه الإنجليز أمام أوكرانيا يفرض عدم التسرع في إصدار الأحكام النهائية، إلا إذا كان لمنتخب الدنمارك رأي آخر، وهو المنتخب الذي تأهل للدور الثاني بفوز وحيد على فنلندا في الدور الأول، ثم قهر ويلز بالأربعة في دور الـ16 قبل أن يتجاوز التشيك في دور الثمانية.