في ملتقى ضم عدداً من الزملاء الإعلاميين التقينا قيادات شركة الاتحاد للقطارات، واطلعنا على المراحل المتسارعة للمشروع التنموي الاستراتيجي الكبيرالذي توليه قيادتنا الرشيدة كل الرعاية والدعم والاهتمام.
أول ما يتبادر للإنسان العادي لدى ذكر مشروع القطار، بأنه بات قريباً من تحقيق حلم مشروع للجميع باليوم الذي يستطيع فيه صعود محطة القطار في أبوظبي- على سبيل المثال- ليصبح في غضون ساعتين بالفجيرة. ولكن الأمر أبعد من ذلك بكثير فنحن أمام جهد خلاق وطموح يسابق الزمن يقوده سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس مجلس إدارة الشركة. فالحلم القريب المنال يعد جزءاً بسيطاً وصورة مصغرة من المشهد الأعظم لنقلة هائلة في قطاع النقل بالإمارات، وما يتحقق اقتصادياً وبيئياً وغيرها، في إطار مشروع يمتد عبر مسار بطول 1200 كلم. 
 اقتربنا أكثر من نسب إنجاز سير العمل في المشروع الضخم انطلاقاً من المركز الرئيسي للتشغيل والصيانة بمنطقة الفاية في إمارة أبوظبي، ويعد حجر الزاوية فيه كونه يضم أعمال التخزين، والتجهيز، والتشغيل، والصيانة لقاطرات وعربات البضائع، ومستودع المركبات الثقيلة، مع مهام التحكم.
 وكذلك أعمال مد قضبان السكك الحديدية للحزمة «أ» من المرحلة الثانية من المشروع لنقل «حبيبات الكبريت» من حقول «شاه» و«حبشان» إلى نقاط التصدير في الرويس، وربط مدن الدولة وموانئ خليفة وجبل علي والفجيرة على الساحل الشرقي للبلاد. 
 تابعنا التقدم المتسارع في أعمال استكمال الربط بين كافة مناطق الدولة مع دول «التعاون الخليجي»، والتي ستربط الرويس مع الغويفات على حدود الدولة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة بمسار يبلغ طوله 139 كيلومتراً.
ومما يثلج الصدر أن قيادة المشروع حرصت مبكراً على إعداد كوادر اماراتية تتولى التشغيل والتحكم، يتقدمهم العنصر النسائي المؤهل، والاعتماد على السوق المحلية والتصنيع المحلي لتوفير غالبية احتياجات المشروع.
وعلى صعيد الأثر البيئي والمروري والأمني يبرز معنى خروج آلاف الشاحنات من الطريق اعتماداً على عربات «الاتحاد للقطارات»، فالقطار الواحد يغني عن 300 شاحنة على الطريق، أي انخفاض الانبعاثات الكربونية بنسبة 80%. ومؤخراً وقعت اتفاقية لنقل 3.5 مليون طن من مواد البناء سنوياً من «محجر الغيل» في رأس الخيمة إلى أبوظبي، لتكون باكورة ثمار المشروع في ما يتعلق بتعزيز السلامة المرورية والحد من التلوث. شكراً لقيادات «الاتحاد للقطارات».