لم يكن من حديث للناس خلال عطلة نهاية الأسبوع سوى الخلل الذي طرأ على تطبيق «الحصن» في اليوم الثالث من سريان نظام «المرور الأخضر»، وما تسبب فيه من تعطيل لحركة الجمهور وإرباك لمنظومات التعامل بأسرها.
حدوث الخلل أمر وارد جداً بسبب الإقبال الهائل الذي جرى على مراكز الفحص من أجل تلبية اشتراطات النظام الجديد - كما أشرنا لذلك عبر هذه الزاوية الخميس الماضي، ودعونا فيها لرفع الطاقة الاستيعابية لمراكز الفحص حتى يتم التعامل مع كل هذه الحشود التي تتدفق على المراكز والجهد الكبير جداً الذي يتطلبه إدخال بياناتهم ونتائجهم للنظام بدقة.
كما أن حدوث خلل أو تعثر لأي نظام إلكتروني أو تطبيق أمر وارد أيضاً، ولكن الجميع كان يتوقع أن يكون للتطبيق دعم فني بكفاءة عالية، قادر على الاستجابة والتعامل مع أي ضغط مهما كان حجمه، ومن المؤكد أن الأمر كان في صميم مراحل التخطيط والإعداد لإطلاق التطبيق.
 تأخر وجود البديل أوجد حالة من الارتباك أمام أبواب الدوائر الحكومية والمتعاملين الذين كانوا يريدون إنجاز تعاملاتهم قبل حلول العطلة الأسبوعية، وأحيّي العديد من تلك الجهات التي تصرف المسؤولون فيها بسرعة باعتماد النتائج الواردة بالرسائل النصية حتى لا تتعطل معاملات الناس. 
ما جرى يوم الخميس الماضي كان أول اختبار حقيقي يتعرض له التطبيق منذ إطلاقه مع ظهور الجائحة وخضع للتطوير مرات عدة، ولكنه لم يواجه ضغطاً كالذي تعرض له خلال الأيام الثلاثة الأولى من تنفيذ نظام «المرور الأخضر»، ويمثل فرصة للاستفادة مما جرى لتطوير التطبيق والتصدي لأية اعتلالات مستقبلية بتعزيز الدعم الفني، ويعزز بدوره الفكر الاستباقي والأداء النوعي الذي ميّز تعامل الجهات المختصة في الإمارات مع جائحة كوفيد - 19 التي تضرب مختلف دول العالم بصور ودرجات متفاوتة. 
نجدد كل الشكر والامتنان لكل الفرق العاملة في خط الدفاع الأول على ما قاموا ويقومون به من أجلنا، وتحيةً خاصةً للمتطوعين ورجال شرطة أبوظبي الذين كانوا يقفون تحت الشمس الحارقة عند مداخل «صناعية مصفح» لتجربة التقنية الجديدة للكشف عن الحالات المحتمل إصابتها بالفيروس، كل ذلك لسلامتنا وتحقيق السبق والريادة في التعامل مع الجائحة، وسُجِّلت إنجازاتٌ غير خافية على أحد من حيث تقديم اللقاح وإجراء الفحوص وحتى إتاحة أول لقاح لعلاج المرض، و«بالتزامنا سننتصر» و«ليكن التطعيم خيارك»، وحفظ الله الجميع.