المؤسسات التي تشهد تأخراً واضحاً في خدماتها للجمهور، وظهر ذلك التباطؤ في تقديم الخدمات المتميزة والتي دفع ثمنها مسبقاً من قبل المتعاملين، وجدت فرصة أن تسجل تلك النغمة المشروخة والتي مضى عليها عامان تقريباً، حيث أننا الآن ومع تجربة التعامل مع الحالة العامة للوباء، ليس مثل قبل سنة ويزيد نعيش دوامة صدمة كوفيد 19 وتداعياته، ومسائله الاحترازية، الجملة المشروخة وغير المقبولة بعد سنتين مع التعاطي مع الحالة: «نرجو من الجمهور الكريم العذر حيث تسببت الحالات الاحترازية بطئاً في خدماتنا، وأثر على سرعة التزاماتنا»! هذا الكلام لو كان خلال الأشهر الثلاثة الأولى لعذرنا تلك المؤسسات التي كانت في الأصل نائمة، ومتأخرة عن التطور الذي يحيط بها من كثير من المؤسسات التي أنشئت بعدها بسنوات طوال، وهي مؤسسات كانت قائمة حتى قبل الاتحاد، لكنها ظلت تعيش مجدها القديم الذي تبخر مع الجديد والسريع والمنظم والرقمي أو بظهور مؤسسات فردية ومتقدمة وسريعة في تلبية خدمات المتعاملين، هل نحسب بريد الإمارات من تلك المؤسسات؟ هل «أم بوست» منها؟ وهل البريد المركزي العتيد منها؟ ربما.. اليوم سيارات الشحن الصغيرة التي توصل لك طلبياتك في ساعات وأقلها يوم ضمن الدولة، في حين الدواء في بريدنا المركزي ذي التاريخ المجيد ربما تنتهي صلاحيته، ولا يصلك، وحين تتواصل معهم وأنت غير مجبر على ذلك، يعتذرون بكورونا، ويتعذرون أنهم اتصلوا بك، ولم ترد على اتصالهم، وأحياناً يبالغ بعض الموظفين المبررين لكل خدمة سيئة من المؤسسة أنهم ارسلوا لك رسالة نصية، حتى أنه يعاند الخدمة الاليكترونية التي لا تكذب، والحقيقة الرقمية تقول بالتاريخ والوقت والثانية، لا بريد اليكتروني، ولا رسالة نصية، يمكنها أن تؤكد كلامه الباهت، الغريب حين تحتد مع أحدهم، لأن لغة الفهم والتواصل تكاد تكون مقطوعة بينكما، وبالرغم أنهم يقولون في بداية الرد عليك أن هذه المكالمة مسجلة لأغراض التدريب والمراجعة، إلا أن لا أحد لديه ذلك «البارض» لكي يرجع ويراجع ومن ثم يتراجع إن وجد موظفه مخطئا أو بحاجة إلى تدريب أو إعادة تأهيل، والأمر الآخر الأكثر غرابة، أنه لا «يمديك» أن تنهي المكالمة، إلا ويطالبونك بدرجة سعادة المتعامل مع تلك الصور الكاريكاتورية «الايموجي» للوجوه الضاحكة بتدرج غير منطقي، ويطلبون منك أن تقيّم تجربة التعامل معهم، وحين تقوّم خدمتهم أنها متدنية، والوجه الذي اخترته عابساً، لا أحد يكلف خاطره، ويتعب نفسه، ويسأل: ليش هذا المراجع وجهه عابس؟ ويسأل نفسه في محاسبتها الشفافة، هَلّ مؤسستنا خارج الوقت والحسابات؟