«أقوى باتحادنا»، بهذه الرؤية الشاملة الجامعة تقدمت الإمارات لشغل مقعد في مجلس الأمن الدولي، أعلى سلطة في المجتمع الدولي لدورة 2022 - 2023، وتفاعلت دول العالم مع الرؤية الإماراتية لتمنحها وبالإجماع ثقة دولية، وتصوت مساء أمس الأول 179 دولة لصالحها، مدركين معنى أن تكون الإمارات مجدداً في المجلس بعد أكثر من ثلاثة عقود.
«أقوى باتحادنا» ينطلق من إرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي آمن بفكره ورؤيته الثاقبة بأن العالم بحاحة دائماً لتوحيد جهوده وطاقاته لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية. ومن رؤيته ونهجه انطلقت الإمارات لتبني جسوراً من التعاون والشراكات، جعلتها اليوم محط إعجاب وأنظار كل دول وشعوب العالم، تقدم تجربتها التنموية المذهلة كتاباً مفتوحاً، وتنشر قيمها الأصيلة النبيلة.
بين أول وجود للإمارات في مجلس الأمن، ووجودها للدورة المقبلة عقب 35 عاماً، رحلة طويلة من الإنجازات والمكتسبات، أصبحت معها الإمارات مركز ثقل إقليمياً ودولياً، وصوتاً عالمياً مسموعاً. فعلى مدار العام تستقبل عاصمة الإنسانية رؤساء وقادة دول ومسؤولين كباراً من شتى أنحاء العالم، دليل الدور المحوري الكبير الذي تقوم به على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي متعدد الأطراف، دولة «دينامكية» تتفاعل مع قضايا العالم وتحديات العصر، ولديها دائماً الكثير الذي تقدمه وستقدمه لمواجهة التحديات التي تحتاج من العالم إلى جهود متضافرة للعمل معاً للتصدي لها.
الإمارات دائماً حاضرة بإسهاماتها وأعمالها الجليلة حيثما تطلّب الموقف، ويشهد لها عالم اليوم بالطريقة الحكيمة والكفؤة التي قدمتها للحد من تداعيات جائحة «كورونا»، وتقديم مئات الأطنان من المواد والمعدات الطبية واللقاحات للمساعدة في التصدي للجائحة. وفي ميادين الطاقة ومواجهة آثار التغير المناخي، كانت سواعد الخير الإماراتية تمتد حتى أقاصي أطراف الأرض نحو جزر صغيرة مترامية في المحيط الهادي.
وعلى صعيد تعزيز الأمن والاستقرار وحفظ السلام ومكافحة الإرهاب والتطرف، للدولة إسهاماتها المتميزة، وهي محل تقدير العالم أجمع الذي صوت بالإجماع لتشغل الإمارات عن جدارة واستحقاق مقعدها في مجلس الأمن الدولي.
فرحة الإنجاز غمرت قلوب الجميع وهم يهنئون قيادتنا الرشيدة، ويعبرون عن الامتنان لفارس الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وفريق عمله الذين صنعوا الإنجاز وفتحوا قلوب العالم أمام مواطني الإمارات، ليصبح الجواز الإماراتي الأقوى عالمياً، ولله الحمد والمنة. حفظ الله الإمارات وأدام عزها، وسنظل دائماً «أقوى باتحادنا».