حينما تذهب الإمارات باتجاه عضوية «مجلس الأمن» رافعةً شعار «نحن أقوى باتحادنا»، فإنها تدلّل بذلك على أنها جادّة في استكمال جهودها من أجل قضايا السلم والأمن في المنطقة والعالم، مدفوعةً بنظرة عميقة ومعاصرة لهذه القضايا، وخبرة كبيرة في التعاطي معها.
مسوّغات كثيرة تمنح بلادنا عضوية «مجلس الأمن» بجدارة، أبرزها: مصداقيتها مع نفسها، ووعيها المبكر بالانفتاح على الآخر وقبوله، ويقينها بقيمها التي جعلتها نموذجاً لدولة تنشد السلم والتنمية والازدهار، وتؤسس مبكراً للممارسات السلمية وثقافة التعايش.
ومن هذه المسوّغات أيضاً، اهتمام الإمارات بالبرامج الإنسانية والتنموية في العديد من البلدان، بهدف تعزيز استقرار هذه الدول وتقدّم شعوبها، ومن ذلك استجابتها السريعة لمواجهة تداعيات «كوفيد ـ 19» عبر مساعدات امتدت لنحو 129 دولة في العالم.
يضاف لذلك، الدور الحيوي والكبير الذي لعبته وتلعبه الإمارات في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم ككل، وسياستها المتزنة التي جعلت منها قوة سلام واستقرار، تبث الأمل، وتزرع الخير.
فلقد كان للإمارات الدور اللافت في حل النزاعات، ونزع فتيل التوترات في الكثير من المناطق حول العالم، انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية، ورؤيتها الاستراتيجية لعالم مستقر وآمِن ومتحضِّر. 
فلن ينسى التاريخ الدور الإماراتي في صناعة السلام بين إثيوبيا وإريتريا، وتذليل العقبات أمام اتفاقات السلام في السودان، والمساعدة في إنهاء التوتر بين الهند وباكستان.
كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل أن الإمارات فتحت الباب واسعاً أمام مرحلة جديدة من السلام في الشرق الأوسط عبر «اتفاق إبراهيم» الذي شجع دولاً أُخرى في المنطقة على إبرام اتفاقات مماثلة سيكون لها أثرها الكبير على مستقبل ورخاء وأمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره.
قدمنا الكثير للإنسانية وسلامها واستقرارها، وساهمنا في إيجاد حلول حقيقية ودائمة للعديد من قضاياه، ولم يكن لنا من دافع سوى المصلحة الوطنية وعافية هذه المنطقة والعالم، ولا يزال لدينا الكثير لنقدّمه، وإنّا لصادقون.