ــ في نوع من بناطيل الـ «جينز» يقول لبعض النسوان: «دخيلك لا تلبسيني»! لكنها تصرّ على أن تبشع قوامه وهندامه، وتجعله يصرخ ويتبرأ ممن أجبر نفسه وحشرها فيه، العجيب أن مثل تلك المرأة تلقاها «ضاربة الدَجّ، ولا تبالي» بتلك الأشياء الفائضة، والزائدة عن اللازم، يا جماعة في لبس يصلح لناس دون ناس، ولعمر دون عمر، ولطبيعة مكان دون آخر، والله - وما عليكم عليّ يمين- يا ذاك النهار يمر عليك تقول مقيد في خشبة، وكل أمنيتك أن تطرد ذلك المنظر الذي يظل يتراءى لك كل ساعة وحين، وأنت تشيح عنه بوجهك.
- في أحد من الناس من تلقاه يصاصر النادلة على «هوم ميد» اعرف أنه ما وراه خير، وأنه برصيص، وأن اللي معاه، ما بتم معاه يومين متتاليين، تلقاه كثير الرأي، ويعطي نصائح مجانية، ويقترح أماكن رخيصة يبالغ في جودة أكلها، وهدوء موقعها، وهو كله يحامي عن الذي في مخباه، حتى إنه يشعرك أنه يستخسر فيها «ريوق» الفندق المجاني، مثل هذا لو الواحد عنده خمس بنات «بايرات»، يحلف بالله ما يشوف عقص واحدة منهن!
- الفرق بين الإنجليزي والمواطن، إذا كانا مع امرأة، وينشدان حضور ثالثهما، أن المواطن أول ما يجلس يظهر «بوكه، ومدواخه، ويعابل تلفونه»، الإنجليزي يجلس مستوحياً تهذيب «الجنتلمان» الغائب، ويظل يهلّ عليها من هذا الرطب، كلمات ومشاريع وسوالف عن رحلات صيفية مقترحة، ومن ترفع الإنجليزية ذراعيها اعرف أن ليس لك من حظها نصيب، لا «البوك والمدواخ» نفع، ولا ذلك الكلام الرطب صدقته، الغريب أن المواطن والإنجليزي بعدها أصبحا صديقين وشريكين، وكل رأسمالهما «مدواخ، وكلام رطب» وقضاء ساعات طوال في مشاريع وهمية كلها قبض الريح، إلا مشروع السفر إلى «باتايا» الذي أحباه كثيراً، وكان ناجحاً لكليهما.
- ما أبغض الرجّال الذي تلقاه أبغض من أخس الحريم، إلا ينقل الكلام، ودوم يحاذي الجدار، وتلقاه يتختل بوجهه الأصفر، ويهاب المواجهة، ويذم هذا من بعيد، ويتسلط على هذاك، وكأنه ذابح ابن عمه، وعادة ما يدخل عسّه في شيء ما يخصّه، ويزعل على «أدْناة الدون»، والله خسارة ذلك الشارب الأخضر المسحوت، هذا إذا غاروا علينا القوم، والله لتلقى كندورته ناشبة في الشبك، وإلا تلقاه من «صيدات أمس».
- ترانا أصبحنا نحن المواطنين حساسين جداً، وأقل شيء يجعلنا نغضب، حتى لو أن الموقف لا يتطلب غضباً، أصبحنا وكأننا حرّاس مرمى أو فريق مدافع عن قضايا لا تهمنا وخاسرة، ويمكن أنها لا تعنينا، غدونا محط إثارة لكل شخص قد لا يجارينا، ولا يصل إلى مقام أكتافنا، لكنه يمكن أن يستفزنا، ويجعلنا في موقع المدافع، ترى المثالية لا توجد إلا في المدن الفاضلة، ولا مطلوب منا أن ندعي المثالية، نحن نحاول أن نحب، ونفعل الخير، ونعمل من أجل وطننا، ونقدم ما يمكن أن نسعد به الآخرين، ولا نلتفت للصغائر ولا للصغار.