قبل مباراة نهائي أوروبا قال توماس توخيل: «عندما أقابل جوارديولا، أعود إلى المنزل، وأكتب ما يقوله، حتى لا أنساه»!، هل داعب توخيل غرور جوارديولا في تلك اللحظة؟، ربما كانت هناك تعليقات وتحليلات كثيرة تناولت أسباب فوز تشيلسي وخسارة مانشستر سيتي.. وقرأت سيلاً من المديح إلى توماس توخيل، وسيلاً من النقد إلى بيب جوارديولا. وأدهشني أن مساحة النقد زادت على مساحة الإشادة، لكن هل كان خطأ جوارديولا كما أجمع المحللون والنقاد أنه بدأ المباراة دون أن يدفع باللاعبين فيرناندينو ورودري في وسط الملعب، وقد شاركا في 59 مباراة لعبها مانشستر سيتي من بين 61 مباراة.
كرة القدم لعبة اقتناص الفرص والأخطاء في المباريات الكبرى، وفي «المباراة الكبيرة» تكون فرص الفوز متساوية، امتلك تشيلسي أوراق قوة مثل كاى هافيرتز، ونجولو كانتي نجم المباراة النهائية، وماسون مونت صاحب تمريرة الهدف الرائعة التي منحت هافيرتز فرصة التسجيل، وبنيامين تشايلويل وتيمو فيرنر.
 امتلك تشيلسي العديد من النجوم وامتلك أيضاً إرادة الفوز بتكتيك مختلف وهو ينقل الكرة بأسرع ما يمكن وبأقصر طريق، فكان البلوز نداً شجاعاً فى الشوط الأول في عمليات الهجوم بما حقق المفاجأة، فكيف لفريق هزم في ثلاث مباريات من آخر أربع مباريات ويتسلح بتلك الشجاعة أمام فريق وصف بأنه القطار المدمر، لما حققه من انتصارات كاسحة خلال آخر خمسة أشهر. 
كان الدفاع الصريح هو الأمل الذي أمسك به توخيل في الشوط الثاني، وهو ما جعل كل استحواذ ملك الخطط جوارديولا ينتهي عند حائط الصد الأزرق. وكان الدفاع اختياراً لا بديل غيره ورهاناً صائباً من توخيل، فلا يسمح بمساحات أمام أقوى فريق يلعب في المساحات، وهو السلاح الأول الذي يملكه السيتي بصورة جماعية وممزوجاً بمهارات أفراده.
هل كان الخطأ حقاً في عدم البدء بلاعبيه فيرناندينو ورودري في وسط الملعب؟
خطأ جوارديولا الحقيقي كان مثل خطأ مطبعي بسيط أفسد مقالاً رائعاً لصحفي كبير، خطأ جوارديولا الحقيقي أنه راهن على الفوز الحتمي وأراده مبكراً وسريعاً، وتخلى عن حذره الدفاعي، وقد جاء هدف تشيلسي في لحظة اتسعت فيها مساحات ملعب مانشستر سيتي الدفاعية بسبب اندفاعه بالضغط العالي بستة لاعبين في ملعب تشيلسي، وكلما مضت بضع دقائق أصاب التوتر جوارديولا وأصاب لاعبيه، لأن الفوز الذي انتظره عشر سنوات، تأخر نصف ساعة.. هو نسي أن كرة القدم تعدنا ولا تفي بوعدها دائماً، وتواعدنا، ولا تأتي في موعدها أحياناً، وأنها علمتنا أن ما نفقده اليوم يمكن أن نعود إليه غداً !
** قال جوارديولا: «حاولنا ولم نتمكن من القيام بذلك، وسنعمل على العودة مجدداً».