«الشعوب المتحضرة هي التي تعتز برموزها، وتمتزج بهم، وتحتفي بذكراهم، وتربي الأجيال على نهجهم، وتظل وفية لمبادئهم».. هكذا علمنا التاريخ، وهكذا تفعل الإمارات حين تحيي ذكرى رحيل مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
ولأن «العمل الإنساني» هو السمة الأبرز في شخصية الراحل الكبير، فقد اختارت الإمارات أن يكون عنواناً لذكراه، بعد أن حوّلت العطاء إلى منهج عمل وفكر وممارسة يومية، حتى أصبح أسلوب حياة وسلوكاً حضارياً ومكوّناً ثقافياً وإنسانياً مستداماً في شخصية الإمارات، وشعاراً في تعاملها مع دول العالم.
في ذكرى رحيل زايد، نجدد في أنفسنا العهد والميثاق بالوفاء له ولقيمه ولإرثه، ونستلهم منه القوة لنمضي بعزم لا يلين نحو مزيد من العمل لكي تبقى بلادنا رمزاً للخير، وعنواناً للعطاء، ومنارة للتقدم، وداعياً للسلام.
وفي التاسع عشر من رمضان من كل عام، نحكي لأبنائنا عن تاريخ زايد الحافل بحبّ الخير، وعن سماته، عطائه، إنسانيته، تسامحه، إيمانه العميق بالإنسان أيّاً كان معتقده أو جنسه أو لونه.
نروي للعالم والإنسانية كيف كان تمسكه بآفاق التواصل الراقي وتشبثه بالمسار الإنساني، حتى استطاع أن يضع سقفاً جديداً لإمكانات العمل الخيري والفرق الذي يمكن له أن يحققه في حياة الكثير من الناس.
في يوم زايد للعمل الإنساني، يملأُنا الإصرار على رعاية إرثنا الحضاري، وترسيخ بصمتنا الإنسانية في العالم، متسلحين بـ «قيم زايد» التي تسري بداخلنا ركيزةً لهويّتنا، وأساساً لانتمائنا، ومصدراً لإلهامنا، لتظل بلادنا على الدوام واحة للعطاء، تبث الأمل، وتزرع الخير، وتعلي من قيمة التعايش السلمي وترسخ مشاعر المحبة والسلام بين بني الإنسان كافة.
ستبقى بصمات زايد في جميع تفاصيل حياتنا، وسيظلّ رمزاً حيّاً خالداً أبداً في وجدان الإمارات والعالم والإنسانية، لأن العظماء لا يموتون.