ونحن في هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك، يسطع صرح إنساني وطبي وعلمي وخيري جديد في بلاد «زايد الخير»، مع إعلان فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» إنشاء مستشفى في دبي لرعاية مرضى السرطان، يحمل اسم الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، تخليداً لرجل خير تشهد لمكارمه وأياديه البيضاء قطاعات التربية والتعليم والعلوم والطب ورعاية الأيتام.
المستشفى كما أعلن سموه سيكون خيرياً وإنسانياً مفتوحاً للجميع على مساحة بناء 50 ألف متر، ويضم 250 سريراً ويستقبل 30 ألف مراجع سنوياً.
سيضم المستشفى الجديد عدداً من أبرز اختصاصيي الأورام في العالم لتقديم أفضل علاج متاح للسرطان، ومصصم لإحداث نقلة نوعية وفارق جوهري في توفير الرعاية الصحية عالية الجودة والشاملة لمرضى السرطان، والتي تشمل الوقاية والتشخيص والعلاج والرعاية.
حمل الإعلان عن إنشاء المستشفى النهج الإماراتي في تخليد الخالدين الذين تركوا بصمات مضيئة في حياة ملايين البشر، وقد كان فقيد الإنسانية الشيخ حمدان بن راشد في طليعتهم، من خلال الاستمرار في النهج الذي اختاره لإسعاد الآخرين وتخفيف معاناتهم. الرجل الذي قال عنه الشيخ محمد بن راشد: «كان مميزاً في خيره وعطائه وإنفاقه ورحمته وتواضعه، كان اهتمامه بالتعليم والصحة والأيتام مستمراً ولم يتوقف عبر عقود، ما زال فقده يوجعنا وذكراه في كل ركن من دبي»، «كان يخفي أكثر مما يعلن، ويُعطي أكثر مما يُسأل، وسيرسّخ التاريخ اسمه في سجل المحسنين».
وبهذا الصرح الطبي والعلمي والخيري الكبير، يسطع اسم الراحل في ذاكرة الأجيال عن فارس من فرسان مسيرة الخير والبذل والعطاء من أرض الإمارات، التي أصبحت منارة للعمل الخيري والإنساني، ومنارة تضيء الدروب لملايين البشر حول العالم ببث الأمل في قلوبهم، وهم ينظرون إليها بعين الرجاء والحلم بحياة وغد أفضل.
من أرض الإمارات عبرت قوافل الخير لنشر الخير للملايين، وقد كان اسم حمدان بن راشد رديف نشر الطمأنينة في القلوب وزرع الأمل في النفوس، وها هي اليوم تشيد صرحاً سيرى النور قريباً بهمة رجال أخذوا على عاتقهم صون إرثه، ومواصلة رسالته من خلال المستشفى الذي يحمل اسمه ويحمل الرجاء لمن أعياهم المرض الفتاك، وبمثل هذه الصروح وأعمالها الجليلة يُخلّد الخالدون.