موقف الإمارات الداعم والمؤيد لقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة بحظر المنتجات الزراعية الواردة من لبنان بعدما ثبت استغلالها واستخدامها لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، إنما هو امتداد لمواقف تضامنية عدة تجسد العلاقات التاريخية بين أرض الحرمين وبلاد زايد الخير والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما حول وحدة المواقف والمصالح والمصير المشترك.
وقد أكدت الإمارات ومن خلال بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي «دعم المملكة في ما تتخذه من إجراءات لحماية المجتمع من آفة المخدرات، وتأييدها في كافة الخطوات التي تتخذها في إطار جهودها الدؤوبة لمكافحة هذه الجريمة المنظمة، وحقها في حفظ وسلامة المجتمع. ودعت الوزارة في بيانها إلى «تطوير التقنيات المناسبة واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المناسبة للحد من تهريب هذه الآفة الخطيرة، التي تهدد سلامة المجتمعات، وتضر بمصالحها».
كانت شحنة الرمان المحشوة بالحبوب المخدرة والقادمة من لبنان والتي ضبطتها السلطات السعودية، القشة التي نفد معها الصبر السعودي على ما يرد من لبنان الذي كان جميلاً وأضحى أسيراً لدى أدوات إيران من عناصر«حزب الشيطان» من جهة ومافيا المخدرات الذين جعلوا من سهوله مزارع للمخدرات وأوكاراً لتصنيعها وتصديرها، جنباً إلى جنب مع الإرهاب الذي يمثله ذلك الحزب، وهم يتبنون ذات الأجندة والتحالف لتقويض أمن واستقرار البلدان والشعوب وإغراق شبابها بالمخدرات وجرهم إلى الضياع ومتاهات الإدمان.
خيط رفيع يربط بين تجار المخدرات والمنظمات والتنظيمات الإرهابية التي تقتات من تجارة السموم وتمول بعائداتها أنشطتها الإجرامية في كل مكان، والشواهد عديدة وماثلة من حولنا من حركة طالبان في أفغانستان، إلى حزب الشيطان في لبنان، وكل نظرائهما في مناطق أخرى من العالم وبالذات في أميركا اللاتينية.
حرب مشروعة في التصدي للإرهاب والمخدرات فهما وجهان لعملة واحدة، يستهدفان أمن واستقرار الشعوب وتمرير مخططاتهم الإجرامية.
الخطوة السعودية الحازمة فرصة للبنان أيضاً لكي يعيد مراجعة حساباته والتخلص من العصابات التي جعلت بلداً كان راقياً وزاهياً مكاناً منبوذاً، ووضعت مواطنيه في محنة يعاني فيها من صعوبات شتى على كافة المستويات، وها هو يخسر صادراته الزراعية لبلد كبير مثل المملكة العربية السعودية وكذلك الإمارات وغيرها، إثر منع الشاحنات المبردة التي تحملها من دخول المملكة. ولعل في القرار السعودي فرصة لانتشال لبنان من الدرك الذي أوصله إليه مصدرو الرمان المفخخ بـ«الكبتاجون». وستظل الإمارات والسعودية «معا أبداً» لما فيه خير منطقتنا وسلامة شعوبنا.