مضى على بدء الإحاطة الإعلامية الرسمية حول مستجدات «كورونا» في الدولة أكثر من عام، إلا أنها لم تحظَ بمستوى من الجدل والمناقشات في مواقع التواصل الاجتماعي، كإحاطة الليلة قبل الماضية، بسبب مصطلح استخدمه الدكتور سيف الظاهري، المتحدث الرسمي عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، حول «تقييد حركة» غير المطعمين من أفراد المجتمع، ممن لم يتلقوا أياً من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19.
نحن في دولة الإمارات، ولله الحمد والمنة، وبفضل الحكمة والرؤية الثاقبة لقياداتنا الرشيدة شهدنا تعاملاً رشيداً واستباقياً مع «الجائحة» التي ضربت كل العالم، وشلت مفاصل الحياة فيه. وبفضل الخطوات والإجراءات الاحترازية قطعنا شوطاً كبيراً للغاية، ليس فقط على صعيد التصدي للجائحة، بل على طريق التعافي منها، ولقد كان للتوسع في برامج الفحص الوطني وكذلك التطعيم أثره الكبير في تحقيق تلك النقلة، وإرساء نموذج ملهم للتعامل مع ظرف طارئ وغير مسبوق. ومن هنا كان التركيز على تحقيق أعلى نسب التطعيم الذي كان له أبلغ الأثر في ترجيح كفة المواجهة مع «الجائحة» ودحر الفيروس، والشواهد من حولنا وفي العالم تؤكد وبالأرقام ما نؤكد عليه.
اليوم ولله الحمد، الإمارات تقترب من تقديم عشرة ملايين جرعة من اللقاح، وحققت نسبة تطعيم 65.54% طواعية من إجمالي المستهدفين، و74.63% لمن هم فوق 60 عاماً منذ إطلاق الحملة الوطنية للتطعيم التي تُعد الأسرع في العالم، ويتواصل تقديم اللقاحات مجاناً ولجميع المواطنين والمقيمين بشكل يومي في جميع المراكز الصحية في مختلف مناطق الدولة، بل تحرص على الوصول لكبار السن في منازلهم ويمنحون الأولوية، في وقت تشهد فيه العديد من المجتمعات بما فيها دول متقدمة عجزاً في توفير اللقاح وتنظيم الحصول عليه، وتخبطاً في إدارة الأزمة بعد انهيار المنظومة الصحية فيها. 
الذين يحترفون خلط الأوراق بالحديث عن «حقوق الإنسان» تجاهلوا كلمة «دراسة» الواردة في كلمة المتحدث، وبنوا جدالهم على ما تلاها وتناسوا واقع أن العديد من الجهات الحكومية منها أو الخاصة أصبحت اليوم لا تستقبل في مقارها، سوى من تلقوا التطعيم أو لديهم نتيجة سلبية لفحص كوفيد 19، إلى جانب الالتزام ببقية الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي وجهت بها الجهات المختصة، وكذلك ما يتعلق بحركة الطيران والسفر.
 صحة وسلامة المجتمع ومن فيه أولوية، وتحقيق متطلبات مرحلة التعافي الكامل والوصول إليها يتطلب تعاون وتضافر الجميع.