في الدقيقة الأولى من مباراة الأهلي والزمالك كاد محمد شريف أن يسجل هدف فريقه الأول، عندما تلقى تمريرة من أيمن أشرف الظهير الأيسر، لكن شريف خطف الكرة مباشرة وسددها بجوار قائم الزمالك الأيمن. وكانت تلك الفرصة المبكرة للأهلي مثل خطة نابليون في الشطرنج، التي تنهي مباراة في بضع خطوات بسيطة تقود منافساً إلى هزيمة منافسه مبكراً قبل أن يفكر في خطة مضادة!
تفوق الأهلي، وأخذ المبادرة في الشوط الأول من المباراة بتحركات لاعبيه، واللعب والتمرير المباشر، وتحوّل الزمالك إلى رد الفعل، ومطاردة الكرة. 
وأكدت المباراة للمرة الألف أن زمن كرة القدم أصبح يقوم على أساسيات لابد منها، مثل التحرك المستمر وتبادل المراكز، والضغط على المنافس في أنحاء الملعب وتضييق المساحات أمام لاعبيه، ثم الانفجار مثل شظايا قنبلة في عدة اتجاهات بهجوم مضاد سريع إلى المساحات، وكل هذا يمنح اللاعب الذي يمتلك الكرة عدة اختيارات للتمرير، واستكمال الفريق لحالة الاستحواذ والهجوم.
هل حقاً كانت السيطرة للأهلي في الشوط الأول؟ الإجابة: تحقق ذلك بفرصتي تهديف لشريف والشحات، وبهدفين لمحمد شريف أفضل مهاجمي الأهلي في الدقيقتين 21 و35. وهذا كثير في ديربي الكرة المصرية. كذلك كانت تحركات السولية وأفشة وأيمن أشرف الهجومية، إضافة للقوة الهجومية للفريق، فيما يظل حسين الشحات لغزاً لعدم تأثيره الحقيقي على أداء فريقه، سواء في صناعة الفرص أو التهديف، أو في استخلاص الكرة أثناء الواجب الدفاعي.
أعاد شيكابالا الزمالك للمباراة بهدف رائع في الدقيقة 31 وهو هدف سبق أن سجله كثيراً في مختلف المباريات التي يشارك بها، حين راوغ مدافعي الأهلي، وسدد بيسراه في زاوية صعبة ، إلا أن شريف صاحب السرعة والقرار السريع منح فريقه التقدم بسرعة مرة أخرى، ثم أهدر محمود علاء ضربة جزاء في الشوط الثاني كانت بمثابة نقطة تحول في المباراة، خاصة أن الزمالك في هذا الشوط كان الأفضل والأقرب إلى التهديف. وهو ما أثار التساؤلات: لماذا لم يبدأ الزمالك المباراة كما لعب في الشوط الثاني؟ هل كان أداء لاعبيه يرجع إلى ضغط الأهلي، أم أن التراجع الدفاعي كان بقرار من كارتيرون؟ ولماذا أيضاً تراجع الأهلي للدفاع في الشوط الثاني، ولم يرد بمحاولات مضادة جادة على محاولات الزمالك ؟
كل الإجابات تختصر في أن تلك هي كرة القدم، وأن جوهرها يقوم على الصراع بين فريقين مثل لعبة «الرست»، وأن القدرات البدنية للاعبين لا تسمح بصراع ممتد على مدى 90 دقيقة.
** الحكم محمود البنا 7.5 من عشرة !