نجحت الحملات التوعوية للعديد من الجهات، وفي مقدمتها «تنظيم الاتصالات» ودوائر الشرطة والمصارف التجارية، في خلق حالة من الوعي والحذر من قراصنة المعلوماتية، والانتباه لأية رسالة ترد، وما تحمل من روابط.
وعي جميل وحذر مطلوب لقطع الطريق على أي قرصان للمعلوماتية، ممن يعج بهم الفضاء الافتراضي، والذين يتفننون في كل لحظة بابتكار الجديد للإيقاع بضحاياهم، لكنه تحول عند البعض إلى حالة من «فوبيا رقمية» تجاه أي رابط يصلهم، كما حدث مؤخراً عندما جرى تداول رسالة نصية من إحدى الجهات الرسمية المعنية بتلقي الطلبات الخاصة بإعادة النظر في مخالفات أو غرامات بحقها.
تصوروا معي حجم الاندفاع والإقبال على مثل ذلك الرابط، خاصة مع وجود شريحة كبيرة من الناس عليهم مخالفات مرورية، وبالذات ما يتعلق منها بالرادار والسرعات المحددة. ولم يخف من قوة التداول إلا بعد أن اختلف القوم حول صحة الرسالة النصية المتداولة من عدمها. وقد كان غريباً عدم توضيح الجهة المعنية بالأمر، وهي المعروف عنها سرعة التواصل مع الجمهور في شتى القضايا، من خلال منصاتها الرقمية المتعددة.
اليوم نعيش العصر الرقمي في أزهى صوره مع تحول العديد من الجهات والخدمات للأداء الرقمي، والذي جاءت جائحة كورونا لتسرع منه ويتوسع فيه الأداء الرقمي بصورة غير مسبوقة وبوتائر عالية. وأصبحت تلك الجهات تبلغنا يومياً بجديد ما تضيفه لتلك الخدمات رقمياً، ونطالع ونتابع الجهد الذي تقوم به لجعل كل خدماتها متاحة تحت منصة واحدة ليستفيد منها المتعاملون بضغطة زر على مدار24/7. 
استثمار أنفقت عليه الدولة مئات الملايين من الدراهم للوصول بخدماتها لمستوى رفيع عالمي الطراز، لذلك من غير المقبول أن ينال منه عبث «قراصنة المعلوماتية» أو قلق أسرى «فوبيا رقمية».
وفي الوقت الذي تستثمر فيه مختلف الجهات مبالغ طائلة في تأمين مواقعها وحساباتها من أي اختراق عليها أن تكون حاضرة بقوة في التواصل الفعال مع جمهور المتعاملين معها، برفع مستوى الوعي واليقظة لديهم، وفي الوقت ذاته عدم السماح بأن تهز ثقتهم رسالة نصية متداولة جراء عدم قدرتهم على التمييز بين الروابط المأمونة و«الفخاخ» التي ينصبها القراصنة بكل احترافية للإيقاع بهم لاختراق حساباتهم، والاستيلاء على بياناتهم لتحقيق غاياتهم الدنيئة وابتزازهم.
الحذر واليقظة مطلوبان وكذلك رفع الوعي لتفويت الفرصة على لصوص العصر والفضاء المفتوح بعيداً عن أية «فوبيا رقمية».