قبل أيام وكان الوقت ليلاً، وبينما كنت أمارس رياضتي المفضلة على كورنيش أبوظبي تناهى لسمعي حديث مراهق إماراتي ينصح عدداً من أقرانه بضرورة التحلي بالأخلاق وحسن تمثيل أبناء الإمارات وقيم أهل البلاد عند التعامل مع الآخرين، ويبدو أنهم كانوا في طريقهم لمواجهة رياضية مع طرف آخر في ذلك المكان الرائع الذي أبدعت بلدية العاصمة في تجميله وإعداده وفق أرقى المواصفات والمعايير الدولية للحدائق والمتنزهات والشواطئ، والتي لا نظير لها حتى في المدن والعواصم العالمية الكبرى.
 كان الفتي يقول لـ«ربعه» تذكروا عندما يقوم أي منكم بأي تصرف أو مسلك مهما كان، فلن يقال إن ذلك التصرف بدر من «ولد فلان» أو يذكرون عائلته أو قبيلته ولكن «بيقولون إماراتي».
أكبرت فيه هذا الشعور والحرص الذي يُعد ترجمة عملية لنصائح ثمينة وغالية وتوجيهات سامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وراعي مبادرة إدخال مادة التربية الأخلاقية إلى مناهجنا ومقرراتنا الدراسية، وصاحب الرؤية الثاقبة في بناء الأجيال ليظلوا أوفياء متمسكين بالقيم الإماراتية الأصيلة و«السنع» مهما كانت شدة وقوة رياح العصر.
وفي صورة مغايرة تماماً تكشف الفارق الكبير في التربية، وأهمية متابعة أولياء الأمور لأبنائهم وتوعيتهم، ضبطت شرطة أبوظبي شاباً متهوراً استعرض بدراجته ذات الدفع الرباعي، بطريقة خطرة، وأين؟ أمام دورية المرور في مقطع فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي. لم يتعلم مثل هذا الشاب ماذا يعني وجود دوريات الشرطة في مختلف المواقع بأنها ليست فقط لحمايته وحماية غيره من أفراد المجتمع، وإنما تمثل وجود سلطة القانون والدولة، واحترام القانون واجب على الجميع، وهم يتساوون أمامه أيضاً في الحقوق والواجبات.
ونحن نجدد كل معاني الشكر والامتنان لكل رجال الشرطة للدور الكبير الذي يقومون به من أجلنا، نضم صوتنا لصوت شرطة أبوظبي، وهي تدعو أولياء الأمور إلى «القيام بدورهم في توعية أبنائهم بالالتزام بالقواعد المرورية واحترام مستخدمي الطريق» حفاظاً على سلامتهم وحياتهم، وكذلك «أهمية غرس القيم التربوية والأخلاقية في نفوس الشباب والأطفال والمراهقين وتعريفهم بقيم احترام القانون وتثقيفهم بالمهام التي تؤديها مختلف الدوريات من أجل أمن وسلامة المجتمع». ليست المسألة استعراض مهارات وقدرات على التحكم، وإنما هي سلامة البشر والمجتمع والوطن بأسره، وهي الأمانة الكبرى في أعناقنا، وحفظ الله الجميع.