ماهو الفرق بين الحكم الوطني والحكم الأجنبي؟ 
هذا سؤال مطروح في ملاعب كرة القدم في الوطن العربي، وسوف أتحدث عن تاريخ مباريات الأهلي والزمالك على سبيل المثال، باعتباره «الديربي» الأشهر، حيث تأرجحت إدارة المباراة بين الحكم الوطني والحكم الأجنبي، وقد لعب الفريقان 238 مباراة في كل المنافسات المحلية والعربية والأفريقية، وكذلك المباريات الودية.
وكان الحكم الإنجليزي ماكميلان أول أجنبي يدير مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في ديسمبر 1955، ويومها طرد نجمي الأهلي «المايسترو» صالح سليم وحلمي أبو المعاطي.. وامتدت ظاهرة الحكام الأجانب بعد الشغب الذي وقع بين قطبي الكرة المصرية على ملعب الزمالك في ميت عقبة عام 1966.. لكن نعود إلى السؤال: لماذا الحكم الأجنبي لمباريات قمة الكرة المصرية ضرورة ؟ 
أولاً، هناك قرار قديم لرئيس الوزراء المصري يعود إلى نهايات القرن الماضي يقضي بإسناد إدارة المباراة لحكم أجنبي، لكن اتحاد كرة القدم يلجأ أحياناً، وحسب المزاج، إلى الاستعانة بحكم مصري كما حدث عام 2018، بحجة أن الأهلي كان حسم بطولة الدوري مبكراً، والنتيجة غير مؤثرة، ومن «اختراعات» كرة القدم في مصر أن تدفع القرعة مباراة الأهلي والزمالك في الدوري إلى الأسبوع الأخير، واليوم الأخير والساعة الأخيرة في المسابقة، لعل وعسى يكون اسم البطل قد حسم، وفي كثير من الأحيان لا يكون قد حسم، فتأتي المباراة، وما يحيط بها كأنها معركة القرن!
المهم سئلت كثيراً: حكم أجنبي أم مصري لمباراة الأهلي والزمالك؟ 
كانت الإجابة دائماً: الآن يجب أن يدير المباراة حكم أجنبي، والمشكلة ليست في الحكم الوطني الذي يعيش الضغوط المذهلة عليه، فهناك حكام أجانب يقعون في أخطاء كارثية، وقديماً كانت مباريات الفريقين يديرها حكم ينتمي للزمالك، ومنهم حسين إمام عم حمادة إمام، والمباراة نفسها كان يعلق عليها المعلق الرائد «الكابتن» محمد لطيف الذي لعب للزمالك، وعاش حياته في قلب النادي لاعباً وحكماً ومدرباً وإدارياً، وكان ذلك قبل «اختراع» الإعلام المصري لفكرة المعلق المحايد، ترسيخاً لمفهوم، «تحيز المعلق» لناديه السابق الذي لعب له، وهو ما أفرز لنا «عصر المتعصبين». 
الحكم الأجنبي يدير مباريات الأهلي والزمالك، لأن المشكلة في الجمهور الذي لا يصدق قرارات الحكم الوطني حتى لو كانت كلها صحيحة، ويصدق قرارات الحكم الأجنبي حتى لو كان بعضها خطأً، وهو أمر من إنتاج زمن الشك وترسيخه في عقول الجماهير، بجانب ضعف اتحادات كرة القدم في مواجهة حالات انفلات لاعبين ومدربين وإداريين في الناديين، ولست بحاجة لأمثلة على تلك الفوضى، ففي تاريخ مباريات الأهلي والزمالك الكثير منها!