وسط التفاؤل الذي ساد الجميع بموافقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على استضافتنا المجموعة السابعة، التي تضم بجانب منتخبنا منتخبات إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام في التصفيات المزدوجة، والمؤهلة لكأس العالم 2022 وأمم آسيا 2023، والتي ستقام خلال الفترة من 3 إلى 15 يونيو المقبل، ظناً منهم بأن التأهل أصبح متاحاً لعاملي الأرض والجمهور، متناسين مشروعية وأحقية المنتخبات الأخرى في المنافسة أو أن الاتحاد الآسيوي أهدانا التأهل نظير استضافتنا التصفيات من واقع تاريخنا الناصع في استضافة الأحداث الرياضية القارية والعالمية والبنى التحتية المتميزة والمتطورة التي تتمتع بها دولتنا. 
 إلا أن الواقع في كرة القدم كغيرها من المجالات.. فلا التاريخ يشفع، ولا الإمكانيات تشفع، ولا البنى التحتية وغيرها قد يحقق حلم التأهل ما لم يواكبها عمل وجهد وإرادة وتضحية، فالنجاح كما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل يُصنع ولا يُمنح.. يُنتزع ولا يُهدى.. ومن أراد النجاح فعليه أن يتسلح بمقوماته، فدولة الإمارات لا تعرف المستحيل، ولا يوجد سقف لطموحها وأحلامها، وأن إنجازات الدولة خلال الخمسين عاماً الماضية دليل على أننا قيادة وشعباً نستطيع تحويل الأحلام إلى واقع مزدهر.
 لذلك منتخبنا مطالب بتحقيق الحلم الذي طال انتظاره منذ تأهلنا التاريخي لكأس العالم 1990 ومنافستنا على كأس أمم آسيا 1996، وغيرها من البطولات، ولم تعد المبررات التي يسوقها البعض بعد كل إخفاق مقنعة، لأن دولتنا تعانق القمة في كل المجالات والرياضة عامة وكرة القدم يجب أن يتسلح القائمون عليها بروح التحدي والمثابرة والتضحية من أجلها. 
 فالاتحاد لم يأل جهداً في إقناع المنظومة القارية في استضافة المجموعة، لما له من علاقات جيدة مع قادة الكرة الآسيوية والفيفا، ورئيس الاتحاد الشيخ راشد بن حميد النعيمى لم يدخر وسعاً في توطيد عرى العلاقة بين الاتحاد ونظرائه، إقليمياً وعربياً وقارياً ودولياً، ويحظى بثقة واحترام تلك القيادات، كما أن الإمارات دائماً تحتضن المنتخبات الشقيقة والصديقة على مدار العام لما تحظى بها دولتنا من علاقات حميمية مع الجميع. 
 فليكن طموح النجاح حاضراً لنكسب به رهان التأهل نصنعه وننتزعه في الميدان بالإرادة والتضحية وقبلهما بالانضباط والالتزام في مراحل الإعداد، ولنكن عند حسن ظن قيادتنا بنا، ونصنع النجاح الذي يطالبوننا به دائماً.