من نقطة في القلب إلى محيط في الجسد، يضع قطار الاتحاد رونقه، ويتألق ببريق التوهج على صفحة من صفحات الأرض، فوق التضاريس، بين كثبان ووجدان تبدو لصهيله نغمة النشوء والارتقاء، تبدو لدورته الدموية، حركة الزعانف في أعماق البحر، وها هي الإمارات تنسج خيوطه، وتحيك قماشته، وتلون حريره، وتطرز مخمله بالحب لأجل أن تستمر الشمس في ند أهدابها إلى كل مكان، ولأجل أن يمارس القمر حرفة اللون الفضي، ولأجل أن تبقى النجوم حارسة للمنجز العظيم، ولأجل أن تعانق الصحراء الوجود، ونصبح في العلا وطناً، يعيش زمانه الذهبي، ويمضي في القافلة نحو غايات ورايات، يصدح في المدى كأنه الطير في أميز حالاته، كأنه البحر في حالة مده، وإشراقة وعيه، كأنه الحلم البهي يدع الصورة صريحة، وواضحة، ويقدم للعالم نموذجاً للمهارة في التجويد، وتجريد الشجرة العملاقة من أوراقها الصفراء.
هكذا هي الإمارات تمضي قدماً باتجاه المستقبل، وتشذب أنامل الوعي، متطورة بشكل يذهل، ويدهش، ويأتي قطار الاتحاد، كخيط مشدود بين لا نهايتين، إنه يعبر عن حب الإمارات وقيادتها الرشيدة لكل ما هو امتداد على خاصرة الوجود، ولكل ما هو رمش يظلل العينين، ويمدها بالجمال.
قطار الاتحاد رواية تفاصيلها في قلب الجغرافيا، ومعناها في ضمير عشاق البذل والعطاء، وروحها تكمن في محصلة ما سيقدمه هذا الخيط الجميل من سهوله الوصل، وبراعة التواصل، وإبداع في صناعة مجد الوطن، وقدرة فائقة في صياغة واقع إماراتي يتميز بالجديد في كل ساعة وحين، لأن العقول بنيت على الفيض، والتجديد من دون تحديد، وقلوب نشأت على التضحيات، والعمل على جعل الإمارات دوماً في تقدم وازدهار ورقي، ولا يشبه الإمارات إلا الإمارات، ولا يوازيها إلا مكانتها في قلب العالم.
قطار الاتحاد هو نبع استراتيجية تهدف إلى وضع الإمارات ضمن قائمة الدول ذات الاقتصادات التي لا تخنع لجائحة، ولا تخضع لظرف استثنائي لأنها الدول الاستثنائية في العالم، الدولة التي تبحث عن وجودها في صميم الوجود لتجد مكانها، عالية ومكانتها أرفع من هامات النجوم.
قطار الاتحاد، هو المشروع الناهض والذي من خلاله تذهب الإمارات إلى المجد بسرعة البرق، وبصوت النوارس وهي تتطلع إلى رقعة السماء بعيون يشع منها نور الطموحات العظيمة.