أصبحت بعض وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الغازات السامة تنخر الجسد الاجتماعي، وتتوغل في الحياة الخاصة للناس، ما يسبب التقشر في جدران الخصوصية، وتشقق الأرض من تحت أقدام الناس الأبرياء، مما يمنعهم بالعيش في سلام، وأمان، لأن هناك من خلف النوافذ توجد العيون السحرية، والتي تخترق الجامد واللين، وتعبر الحدود حتى تصل إلى فراش النائمين بسلام.
تنبه النيابة العامة لهذا الأمر يدعو للفخر، والاعتزاز، والثقة بأننا نعيش في ظل أجنحة تظلل حياتنا بالحماية من هذه الرواسب المؤذية، وترعى أخلاقيات المجتمع، وتحفظها من غبار المتهورين، وسعار المهووسين بنشر ما لا يمكن قبول نشره.
وكل ما أتمناه بأن تتدخل النيابة العامة بقوانينها الصارمة، والتي هي جسر وصولنا إلى القيم السليمة، وأن تقوم برصد أولئك الذين حلوا شاشات الهاتف، وعبر التواصل الاجتماعي إلى عروض سينمائية تحمل كل أدخنة الأفكار الفاسدة، فصار الرجال والنساء في حلقة استفراغية، يتم خلالها عرض الأيادي، والأصابع بصور مخلة، وإشارات إيحائية مفزعة، وقد يقول قائل هذه تصرفات شخصية، ولا تعني أحداً له، إن ما يتم نشره يدخل في كل بيت، وكل غرفة، وهناك أطفال في سن التلقي، من دون استيعاب، الأمر الذي يشكل خطورة فادحة بحقهم، وقد شاهدنا الكثير من أساليب التقمص، التقليد، لأن هؤلاء الصغار في مراحل عمرية لم تزل في طيات التشبه، والبحث عن الأنا الأعلى، والمثال والنموذج، وفي أغلب الأحيان يقع هؤلاء المساكين في فخ عدم الاستيعاب، وعدم الوعي بما يقومون به. إذاً فالمسألة ليست شخصية وإنما هي دخان كثيف، يحوم في الفضاء 
ويدخل في أي ثقب يصطدم به، وبالتالي يثير الاختناق، وضيق التنفس لكل من يستنشقه، وعلينا أن نرصد مثل هذه الحالات، وتتبع آثرها، واللحاق بها، وقطع دابرها، لأن ما يحدث ليس أكثر من الغباء الفاحش الذي أصاب بعض العقول، وجعلها تلهث وراء الشهرة، ولا أدري ما قيمة هذه الشهرة، الفارغة من المعنى والمضمون.
هناك مناطق أكثر إشراقاً ينبغي الذهاب إليها إذا أراد البعض كسب الشهرة، ومعرفة الناس، أما ما يحدث، فهو هراء، وافتراء على المجتمع، وأضرار بثوابته، ونظمة، وعاداته، وتقاليده. يجب أن تتوقف هذه الموجة الضالة، ويجب أن تزول هذه الصرعة البائسة، ويجب أن يختفي هذا النعيق، وهذا الشهيق المصاب بالدرن.