قبل سنوات كانت إدارة النادي الأهلي المصري تشكو من ضغط المباريات المحلية والأفريقية، وتشكو من صعوبة وضع برنامج احتكاك خارجي يطور من أداء الفريق الذي يتطلع للانطلاق إلى آفاق أكبر تتجاوز حدود مصر والقارة، لاسيما من خلال المشاركة في كأس العالم للأندية.
وفي تلك الفترة سألت «الكابتن» حسن حمدي رئيس الأهلي في ذاك الوقت: «هل تريدون دائماً الفوز بكل البطولات، هل هدفكم هو الجمع بين الدوري وكأس مصر وكأس أفريقيا وكأس السوبر المحلي والقاري؟ لماذا لا يركز الأهلي في البطولات الأهم؟
بدا السؤال طويلاً جداً، عندما أجابني حسن حمدي باقتضاب: «الأهلي مطالب بالفوز بكل بطولة يشارك بها» !
الواقع أن جماهير الفرق الكبيرة تريد الفوز بكل لقب وبكل مباراة، جماهير الأهلي والزمالك والعين والجزيرة والشارقة والترجي والهلال والنصر وريال مدريد وبرشلونة ومانشتر سيتي وليفربول، ولا تجد ضمن هذا الصف الطامع والطامح في الفوز بكل الألقاب فريقاً مثل حتا وخورفكان أو المصري البورسعيدي، أو المقاولون العرب، أو الصفاقسي، أو شيفليد يونايتد.. فبطولة واحدة كل فترة قد تكون أمراً جيداً جداً، إلا أن هذا الطموح للفرق الكبيرة في عالم كرة القدم يضعها تحت ضغوط جماهيرية رهيبة. 
الصحافة الرياضية والبرامج التحليلية تتوقف كثيراً أمام هزائم الفرق الكبيرة بالسؤال: كيف خسر الفريق ولماذا خسر؟ ولا تتوجه بالسؤال المنطقي المعاكس: كيف لعب الفريق المنافس ولماذا فاز؟ وهي واحدة من قواعد لعبة التحليل الخطأ في كرة القدم على كل المستويات، فعندما خسر ليفربول أمام أستون فيلا بسبعة أهداف قيل إن السبب هو أدريان حارس المرمى واستهتار لاعبي «الريدز».
 وركزت الإحصائيات على أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها ليفربول سبعة أهداف في مباراة واحدة مُنذ الخسارة 7-2 أمام توتنهام في أبريل 1963، أي منذ 57 عاماً.. ولم يلق انتصار أستون فيلا الحفاوة المستحقة، سواء بالتحليل العميق أو بالإحصائيات التاريخية. 
هذا قدر الفرق الكبيرة صاحبة الشعبية والتاريخ والبطولات.. لكن بيب جوارديولا المدرب الوحيد الذي يقود فريقاً كبيراً، وهو مانشستر سيتي، على مستوى «البريميرليج» وعلى مستوى أوروبا عنده وجهة نظر مختلفة، إذ يقول: الألقاب ليست هدفي مع أي فريق أتولى قيادته، وإنما أن أكون محبوباً من اللاعبين، فهذا سوف يقودهم إلى أفضل أداء. 
** وجهة نظر جوارديولا تخفي نهمه للألقاب، ونهمه لأن يكون مدرباً نجماً يقود فريقاً نجماً.. تلك هي الحقيقة التي أراها، فقد أصبحت مباريات السيتي تصدر المتعة إلى أعين المشاهدين والأنصار والمشجعين منذ تولي جوراديولا المهمة.