خلال اليومين الماضيين عبّر أبناء الإمارات عن صورة من صور المحبة والوفاء التي تجمع أبناء الخيمة الخليجية الواحدة، وهم يشاركون الأشقاء في المملكة العربية السعودية فرحتهم بسلامة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وخروجه من المستشفى، بعد إجرائه عملية جراحية ناجحة، وهم يحمدون الله على سلامة «طويق السعودية» الذي يحمل أمل المملكة والمنطقة للعبور للمستقبل من بوابة رؤية2030.
وبالأمس أيضاً كانت قلوب الجميع تحط في الكويت تشارك أهلنا هناك أفراح اليوم الوطني، وذكرى التحرير، تعبر عن أواصر الروابط والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وكانا دائماً معاً في مختلف المواقف والظروف يشدون أزر بعضهما بعضاً لكل ما فيه الخير للجميع. وشواهد عمق تلك العلاقات تضيئها محطات زاخرة بالوفاء والنبل، وأصالة النهج الذي يجمع البلدين والشعبين.
وفي إطار احتفالاتنا باليوم الوطني للكويت، حرص فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على إطلاق اسم أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح على أحد أهم الشوارع في دبي، تقديراً وعرفاناً لإسهامات أمير الإنسانية وبصماته الخالدة في مسار العلاقات الكويتية الإماراتية، وهو الرجل الخالد في ذاكرة الأجيال لدوره التاريخي، خلال المراحل المبكرة لقيام الدولة، وكان المسؤول الخليجي الوحيد الذي كان حاضراً في قصر جميرا بدبي عند رفع عَلَم الإمارات لأول مرة في الثاني من ديسمبر1971.
مكانة الكويت تتوهج فرحاً وألقاً في القلوب، ونحن نستذكر تلك البصمات الخالدة والمواقف الأصيلة للبذل والعطاء، وشهدت المشاركة الإماراتية لاستعادة الكويت من الجار الغازي العراقي، فلا هناك ما هو أغلى من الروح لافتداء الشقيق.
مشاعر حب الإمارات للكويت شدا بها سفير الفن الإماراتي الفنان المحبوب حسين الجسمي قبل أعوام بأغنية «أحب الكويت»، من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وها هو يهديها في احتفالات هذا العام أغنيته الجديدة «نور الأرض»، ولئن كانت جائحة كورونا قد فرضت أوضاعاً جديدة حالت دون أن نقول مع الأشقاء «هلا فبراير» إلا أننا سنردد معه ونقول للكويت «يا غيمة تظلنا وبحبها تحظنا، نجي ونروح، وفي هالأرض ترد الروح، يا نور الأرض وكلك خير، غرامك فرض وعشقك غير». حفظ الله الكويت، وكل عام وحول، والكويت وأهلها بخير.