نعلم جيّداً «الكساد» الذي تعانيه سلع جماعات دعاة الإرهاب هذه الأيام، خاصة بعدما علت أصوات السلام وأنصت الجميع لصوت التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية الذي خرج مدوياً من الإمارات إلى المنطقة والعالم، ليضع حداً لفتاوى العنف والقتل باسم الله.
وليس سرّاً، أنّ «الشبكة التنظيمية» لهذه الجماعات، شهدت مزيداً من التفكّك والتراخي، رغم تكاثر خلاياها في أكثر من بلد، وتخفّيها تحت مسميات اتحادات أو مجامع، تنطلق كلها من أفكار حزبية ضيّقة، وجميعها مصنفٌ على قوائم الإرهاب.
والأهم من ذلك كله، أن هذه الخلايا تدرك أنه لم يعد لها رصيد في الشارع العربي أو آذان صاغية بعدما أيقن الجميع الآيديولوجيا التي كانت تحركها، والمصالح الحزبية البغيضة التي كانت تنطلق منها، الأمر الذي جعلها تعيش تحت ضغط نفسي كبير.
لذلك، قد نرى في قابل الأيام خروجاً علنيّاً لبعض رؤوس هذه الخلايا عبر «بوابات خلفية»، تحت وطأة حالة الضغط النفسي التي تعيشها بفعل الشعور بالعزلة واليأس، خاصة بعدما أيقن الجميع أنهم مزوّرون ومأجورون وفاقدو الصلاحية ومتحدّثون بالإفك.
الموضوع هذه المرة لن يكون بعيداً عن الدين باعتباره الأقرب إلى وجدان الشعوب، والسلعة الرائجة التي تاجروا بها لسنين طويلة، وخبروا مكاسبها السريعة جيداً.
في هذه الأثناء، قد يغلب ما كانت سمّته مصادر إعلامية بـ«المزاج التخريبي» ليمارس «نزقه القديم» وهوايته المفضّلة في الهمز واللمز والتقليل من منجزات إماراتية، بل و«تبشيعها» أو تشويهها، مدفوعاً بعقول سياسية لا تزال تعاني بقايا أمراض مزمنة، تخرج بين حين وآخر على شكل «نوبات» من التخبّط والتناقض.
على كل حال، وكغالبية المراقبين، نحن ندرك تماماً أن عملية «فك الارتباط» مع اتحادات أو مجامع أو جماعات من هذا النوع ليست بالأمر الهيّن، خاصة أنها مسبوقة باحتضان ورعاية وصلا لحد التماهي، الذي كان ينظر إليه على أنه رأسمال لا يستهان به.
كما نظنّ، وبعض الظنّ إثم، أنه قد جرى إحصاء دقيق لمقدار الخسارات والفرص السياسية والاقتصادية الضائعة، وما تبع ذلك من سمعة سيئة وفقدان ثقة في المجتمع الدولي، و«ما خفي أعظم».