‏بعد غياب المرحوم الشاعر الكبير حبيب الصايغ عن المشهد، تناهشت جسد اتحاد الكتاب ألسنة، وألفاظ أشبه بمناشير الحطب، ولكن بحكمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تمكن الاتحاد من اجتياز العاصفة، وتولي المهمة، والسير بالقافلة عبر طرق آمنة تحفظ الاتحاد من الزلل ومن الوقوع في الهوات الخطيرة، ولأن فريق العمل الممسك بقمرة القيادة يتحلى بصبر الجبال على مواجهة ما حدث من مطبات، ويتميز بأخلاق المهنة، موشح بقيم ثقافية عالية الدقة، والهمة، والصلابة، والصرامة، الأمر الذي يجعلنا نحث إخواننا في هذا الاتحاد على أن يتضافروا، ويجمعوا حطبهم لكي ترتفع السعرات الحرارية إلى أوج السماء، ويستمر الاتحاد في خوض ورطة الجمال الإبداعي، وتستمر الموجة تغسل محيا السواحل بلباقة، ورشاقة، وألا ندع الابتسامة الشفيفة تغيب عن واجهة الاتحاد، لأنه صرحنا، وتاج رؤوسنا، ومقلة عيوننا، وبهجة حياتنا، وهو رسولنا إلى الآخر، معبراً عن ثقافة أهلنا، وقيم بلادنا.
وما ينهض به الاتحاد اليوم من نشاطات ثقافية، إلى جانب العمل بجد في ترتيب البيت، بجهد مشهود بقيادة الأخ العزيز الباحث والشاعر المبدع سلطان العميمي، وسواعده من إخواننا الأفذاذ في فريق العمل، هذا التفاني، وهذا الإيثار، وهذه التضحية بالوقت والمسؤوليات يحتاج من الجميع للوقوف ببسالة من أجل تعضيد إخواننا، وتأكيد انتمائنا الصحيح لهذا البيت العتيق، هذا المكان الذي فيه تكمن مشاعرنا، وتحصن ‏أرواحنا، في هذا المكان يصفو البوح، وتتناغم التغريدة، وتنسجم الأحلام، وتنمو أشجار الحقيقة، متفرعة، ناثرة عبير الحياة في أرجائنا، وفي صفحات تاريخنا، وبين دفات دفاتر عشقنا.
اتحاد الكتاب موئل الغزلان، ومهبط العشب القشيب، هو كذلك لأنه يمثل الصورة الحقيقية لنا جميعاً، فلذلك استحق العناية، والرعاية، والحماية من كل غث، ورث، ليصبح البث منمنمات زاهية، والحث خطوات خاوية من غبار العثرات.
الاتحاد بحاجة إلى تضامن الجميع، وتوافر النيات الحسنة، لكبح جماح الترهل، وبذل أقصى ما نملكه، من أجل اتحاد قوي معافى من درن الوهن، وتشققات الأصوات النشاز.
الاتحاد بحاجة إلى الحب فقط وبه نستطيع أن نعبر، وأن نحقق الأمنيات الواسعة، ونظفر بالنجاح، ونرتفع بإبداعنا، ليصل إلى الآخر من دون تشوهات، أو مكدرات.