لم أكن أقرأ الفنجان، عندما توقعت في المقالة السابقة، أن يتوج البايرن بلقب مونديال الأندية، وأن يفوز الأهلي المصري بالمركز الثالث، وهو ما أفرزه بالفعل مونديال «الدوحة 2021»، بينما كان تيجرس أونال المكسيكي، أول فريق من أميركا الشمالية يكسب لقب الوصيف، وكانت المرة الأولى أيضاً التي يتراجع فيها بطل أميركا الجنوبية، ويقبع في المركز الرابع!
وما بين «الأحمر» البافاري و«الأحمر» الأهلاوي سارت البطولة، بما تشتهي جماهير الناديين العريقين، البايرن حقق السداسية التاريخية، بفوزه بكل الألقاب المتاحة، خلال ستة شهور فقط، ليكرر إنجاز برشلونة الذي تحقق تحت قيادة مدربه بيب جوارديولا عام 2009، وإن تميز إنجاز البايرن، كونه تحقق في «عصر الكورونا»، ناهيك عن فوزه بالثمانية على برشلونة في دوري الأبطال، كما أنه فاز بكل مبارياته بالبطولة، مما منح حارسه مانويل نوير لقب أحسن حارس في العالم، وفوز البولندي ليفاندوفيسكي مهاجم الفريق، بلقب أحسن لاعب في العالم، تتويجاً لفوزه بلقب هدّاف العالم، فضلاً عن فوزه بلقب أحسن لاعب في مونديال الأندية، وكأن البايرن يهوى جمع البطولات، مثلما يهوى البعض جمع الطوابع!
***
الفوز بالمركز الثالث بعد لقاء بطل أوروبا ومواجهة بطل أميركا الجنوبية، إنجاز يحسب للجيل الأهلاوي الحالي، الذي كرر إنجاز «جيل 2006»، مع الفارق أن الجيل السابق لم يواجه بطلي أهم قارتين في العالم، والطريف أن إنجاز الجيل الحالي تحقق، برغم أن الفريق لم يسجل في ثلاث مباريات سوى هدف واحد أحرزه في مرمى الدحيل القطري!
ويبقى الحارس محمد الشناوي الذي تألق في ركلات الترجيح أمام بالميراس البرازيلي بطل الليبرتادوريس، أحد أهم نجوم الإنجاز الأهلاوي، بما أظهره من براعة كبيرة طوال مشواره بالبطولة.
***
البايرن «بطل السداسية» لم يخسر مباراة واحدة في البطولتين اللتين نال لقبهما «2013 و2021»، كما أن شباكه لم تستقبل هدفاً واحداً في البطولتين، وتشاء الأقدار أن يتوج البايرن بالبطولتين في ملاعب العرب، الأولى كانت بالمغرب، والثانية في قطر التي سبق أن أهدت ليفربول الإنجليزي لقب مونديال 2019، بعد أن منحت أبوظبي لقب 2018 لريال مدريد.
***
خيبة أمل كرة أميركا الجنوبية لا تزال مستمرة، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بموعد فوز أحد أنديتها باللقب المونديالي، طالما أن بطل أوروبا يشارك في نفس البطولة!