اليوم ليس «مسبار الأمل» وحسب سيدخل مساره باتجاه المريخ، بل أمة بأسرها ستدخل التاريخ من جديد، وعبر الإمارات التي نهضت بهذه المهمة التاريخية، لتصنع الأمل من جديد، وتبثه بأول مسبار عربي في اتجاه الكوكب الأحمر، تم تصنيعه وتطويره وتوجيهه بعقول وأياد وسواعد إماراتية.
لحظات تاريخية يترقرق فيها الدمع في المقل، وتخفق القلوب طرباً وفرحاً، والأبصار شاخصة تتابع مسار المسبار، نستحضر معها مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله -الراعي وداعم المشروع منذ أن كان حلماً وفكرة - «الإمارات قادت العرب نحو أبعد نقطة كونية وصلها أي عربي عبر التاريخ.. ورسالتنا رسالة أمل وثقة للشباب العربي» إنها لحظات «دخول المريخ ودخول التاريخ».
 وكما قال أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «وصول دولة الإمارات إلى المريخ يؤكد أن رهان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ورهاننا على الاستثمار في الإنسان كان ناجحاً، وأن شبابنا قادر على خوض غمار المنافسة في كل المجالات من الأرض إلى الفضاء».. «نفخر بأبناء الإمارات وبأننا نضع من خلال مسبار الأمل بصمة تاريخية في خدمة البشرية».
لحظات تحبس الأنفاس، تسجل فصلاً جديداً للتاريخ من صنع الإمارات، وهي تغزل خيوط الأمل لفجر مشرق. في كل تفصيلة من تفاصيل الرحلة التي انطلقت في 20 يوليو من العام الماضي واستغرقت سبعة شهور قطع خلالها المسبار 493 مليون كيلومتر ليصل لهذه اللحظة التاريخية، حاملاً عبارة تاريخية بأن «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء»، جنباً إلى جنب مع عَلَم الإمارات وشعارها التاريخي «لا شيء مستحيل».
 ومهما كانت مآلات هذه اللحظات التاريخية، فإنها لا تقارن أمام قوة العزيمة والإرادة الإماراتية التي جعلت المستحيل ممكنا، وهي تسجل اسم الإمارات عالياً شامخاً لتكون ثالث دولة في العالم تصل لهذه الآفاق لاستكشاف الكوكب الأحمر والتخطيط لبناء أول مستوطنة بشرية في المريخ بحلول مئوية الإمارات في العام 2117.
في كل زاوية من أرض الإمارات انتشرت أعلام تحمل شعار «العرب إلى المريخ» بكل اللغات تجسيداً لروح «عيال زايد» بأن تكون الفرحة للعرب والإنسانية قاطبة وذاك نهج الكبار دائماً.