أخطأ أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول العملاق أمام مانشستر سيتي.. نعم أخطأ أحد أفضل حراس المرمى الذين يجيدون استخدام القدم مرسخاً واحدة من أهم مهارات الحارس الآن، لكن هل خسر «الريدز» بسبب أخطاء أليسون؟ 
الصحافة الإنجليزية شأن الصحافة في كل مكان، أمسكت في رقبة أليسون قبل قدمه واعتبرته المسؤول الأول عن الهزيمة بأربعة أهداف في مباراة القمة الإنجليزية، بينما لم تشاهد الصحف ونقادها أن أخطاء حارس ليفربول جزء من مركبات الفوز التي صنعها مانشستر سيتي في تلك المباراة.
 لم ير الإنجليز أن بيب جوارديولا تخلى طواعية عن الاستحواذ، تخلى عن سلاحه الأول، حيث كان الاستحواذ لمصلحة ليفربول بنسبة 56% مقابل 44% للسيتي الذي يحقق عادة نسب استحواذ في مبارياته تتراوح بين 60 إلى 75%.. وكان تخلى السيتي عن الاستحواذ محسوباً وجزءاً من عملية كيميائية عند «دكتور» جوارديولا، الذي أدرك قبل المباراة أن ليفربول سيكون شرساً ومهاجماً بضراوة في تلك المباراة، كي يستمر في سباق القمة، وأن هذا الاندفاع يتطلب «تكتيكاً» مختلفاً هذه المرة، وهو الدفاع بقوة في ملعبه والانقضاض في هجوم مضاد بالضغط العالي أو بالسرعات، وهذا أسفر عن ركلة جزاء أهدرها جوندوجان، ثم سجل هدفين وتلاه رحيم ستيرلينج بهدف، وكانت تلك الأهداف نتيجة ضغط تكتيكي أسفر عن أخطاء.
وتلك الأخطاء هي نصف أي انتصار يحققه فريق على منافسه، بينما النصف الآخر تصنعه المهارات.. فكيف لاترى صحف إنجلترا ذلك؟ وكيف لاترى سرعات ستيرلينج، وتحرك جوندوجان وسرعة فودين أحسن لاعب شاب في إنجلترا؟
بعد 30 زيارة لملعب أنفيلد فاز مانشستر سيتي على ليفربول، ووسع الفارق معه إلى 10 نقاط مع مباراة مؤجلة، وأصابه بالهزيمة الثالثة على التوالي بملعبه للمرة الأولى منذ عام 1963.. وقبل المباراة قال جوارديولا: «سنذهب إلى أنفيلد، كي نفوز، وسوف نراهم في غاية الاندفاع والشراسة، وسيكون التركيز لدينا على الفوز فقط، وليس التعادل، فالفوز سيكون مهماً للغاية. الفوز على فريق ينافسك يضيف إلى رصيدك في سباق البطولة، وهو سباق شرس للغاية هذا العام.
إن تخلي جوارديولا عن أسلوب لعبه في تلك المباراة كان لسببين، الأول اندفاع ليفربول وشراسته الهجومية المتوقعة، والثاني أن يكون هذا الاستغناء عن الاستحواذ جزءاً من خدعة تكتيكية تنتهي بانتصار. 
** من أهم مهارات المدرب أن يقرأ المباراة قبل أن يلعبها.. أو أن يلعبها قبل أن يخوضها.. فكيف لم تشاهد الصحف الإنجليزية ذلك؟!