كانت كرة القدم اللاتينية متفوقة على نظيرتها الأوروبية، في أولى تجارب بطولة القارتين، التي كانت تسمى كأس الإنتركونتيننتال، ثم كأس تويوتا منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت أندية أميركا الجنوبية أكثر من ند لفرق أوروبا، وهكذا عرفنا انتصارات لبينارول، وسانتوس، وبوكا جونيورز، وإنديبندينتي، وإستوديانتيس دي لا بلاتا في مواجهة ريال مدريد، وبنفيكا، وإنتر ميلان، ومانشستر يونايتد، وفينورد، وأياكس أمستردام. وكان تفسير هذا التفوق اللاتيني هو: المهارة، فاللاعب اللاتيني عنده الحل في المواقف الفردية، ولكن أوروبا طورت من مهارات لاعبيها الفردية، بمزيج فريد من الثقافات الكروية بين دول القارة، وزادت عليها بمهارات جديدة على المستويين الخططي والتكتيكي، وعلى مستوى اللياقة والاستشفاء، والقدرات البدنية، والأداء الجماعي، فهزمت أميركا الجنوبية في كأس العالم، وأحرزت اللقب في آخر أربع بطولات، ورسخت تفوقها في كأس العالم للأندية، والملاحظ أن تألق الفرق الأوروبية في هذه البطولة بدأ في عام 2007، بعد عام واحد من فوز إيطاليا بكأس العالم، ثم إسبانيا، وألمانيا، وفرنسا على حساب منتخبات أميركا الجنوبية.
جماهير الكرة المصرية والعربية تسأل: ماذا يفعل الأهلي أمام بايرن ميونيخ بعد مواجهة الدحيل؟ وهو سؤال بعيد تماماً عن قواعد الحكمة في كرة القدم، والأوقع أن يكون السؤال: ماذا يفعل الأهلي قبل مواجهة بايرن ميونيخ؟ فالدحيل الذي تأسس عام 2009، يعد من أقوى الفرق القطرية حالياً برصيد بطولات كبير، وهو يضم مجموعة من النجوم، مثل المعز علي، ومحمد موسى، وبسام الراوي وأحمد ياسر، ومهدي بن عطية، وسلطان بريك وإسماعيل محمد، والبلجيكي إدميلسون جونيور، والبرازيلي دودو جونيور، والكيني مايكل أولونجا، ومحمد مونتاري وأولونجا، وهم من أصحاب السرعات والمهارات. 
الأهلي أعرق الأندية العربية، وسبق أن شارك في كأس العالم للأندية خمس مرات، وحقق المركز الثالث، وهو أكثر أندية الشرق الأوسط وأفريقيا فوزاً بالبطولات، ويضم أيضاً مجموعة من النجوم، لكن النجم الأول هي «شخصية الأهلي» التي زينت قميص الفريق بالنجمات. 
وعندما يتسلح الفريق بشخصيته القوية التي يطلق عليها «روح الفانلة الحمراء»، فإن الفوز في المباريات يكون قريباً، مهما كان قدر المنافس وقيمته، فالشخصية مزيج من التاريخ والشعبية ومجموعة مهارات، وتركيز، وإرادة، وتصميم، والثقة واللعب حتى آخر دقيقة. 
** مباراة الأهلي والدحيل ستكون قوية ومثيرة، وقبل التفكير من جانب الطرفين فيما يأتي بعدها في مواجهة الفريق البافاري الناري، ليكن التفكير أولاً فيما هو قبل بايرن ميونيخ!